قضت محكمة هندية معنية بشؤون البيئة، بالسماح بإقامة مهرجان ثقافي كبير في سهل فيضي لأهم أنهار دلهي يقول نشطاء في مجال البيئة إنه سيدمر التنوع البيولوجي في المنطقة. والحدث الذي يحمل اسم «مهرجان الثقافة العالمي» ينظمه أحد أشهر المعلمين الروحانيين في الهند الذين يعرفون باسم غورو، وهو شري شري رافي شانكار، وسيقام على مساحة 1000 فدان على ضفاف نهر يامونا وتحتل منصته سبعة أفدنة معدّة لاستيعاب 35 ألفاً من الموسيقيين والراقصين، إضافة إلى مراحيض متنقلة ومنشآت أخرى. وأفادت وسائل إعلام بأن المحكمة الوطنية المعنية بالبيئة قضت بتغريم مؤسسة «آرت أوف ليفينغ» التي يرأسها رافي شانكار، 50 مليون روبية (744 ألف دولار) للمساعدة في إصلاح المنطقة. وكانت المحكمة قد حكمت في وقت سابق على المؤسسة بدفع 1.2 بليون روبية (18 مليون دولار) لإصلاح الأرض. واتهمت جماعات الخضر المدافعة عن البيئة المنظمين بإتلاف المساحات الخضر وتدمير النظام البيئي الهش للنهر وعرقلة سريان المياه فيه. وطالبوا السلطات بإلغاء الحدث قبل وقوع مزيد من الضرر. وقال الناشط البيئي أناند أريا الذي كان أحد المطالبين بمنع إقامة المهرجان في شكور قدمت إلى المحكمة الوطنية المعنية بالبيئة أن : «هذه الأرض غير مخصصة لهذه الأمور. لقد دمُر التنوع البيئي فيها تماماً. أين ستذهب المخلّفات؟ إلى أنحاء السهول الفيضية». وأضاف أن المخلفات التي سيتركها زوار المهرجان ستهدد محمية طيور قريبة. ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المولع باليوغا مثل رافي شانكار، افتتاح المهرجان اليوم. لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك لا يزال مؤكداً بعد حالة الاستياء العامة تجاه الحدث والتي لم تقتصر على المدافعين عن البيئة. ونشرت صحيفة «أنديان اكسبرس» أن شرطة دلهي حذّرت من «حالة فوضى عارمة» في المهرجان ما لم يتم تدارك ثغرات متعلقة بالسلامة، مشيرة إلى رسالة وُجهت إلى الحكومة الفيديرالية في الأول من آذار (مارس) الجاري جاء فيها أن المنصة المقامة لم تحصل على مستندات تؤكد سلامتها ومتانتها. وأكدت محامية «آرت أوف ليفينغ» أن المنظمة حصلت على كل التصاريح بما في ذلك الخاصة بالسلامة، وقالت: «حصلنا على موافقة كل السلطات. ولم نستخدم سوى مواد صديقة للبيئة».