اختلطت الحمى الانتخابية التي ارتفعت حرارتها قبل ساعات من توجه الناخبين في محافظتي الجنوب والنبطية الى صناديق الاقتراع، غداً الأحد مع استمرار التحركات الخارجية من لبنان الى الدول العربية تحت عنوان «حماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية والتوترات الإقليمية». وفيما واصل رئيس الحكومة سعد الحريري جولاته الخارجية فالتقى ظهر أمس في عمّان ملك الأردن عبدالله الثاني الذي أكد «وقوف الأردن الكامل الى جانب لبنان في مواجهة كل التحديات ودعمه المطلق لأمنه واستقراره». وصل الى بيروت مساء أمس وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيللي في إطار جولة تشمل مصر والأردن وسورية واجتمع الى نظيره اللبناني علي الشامي، ثم الى الحريري ليلاً، وتركزت محادثاته حول الوضع في المنطقة ولبنان والعلاقات الثنائية ودور الوحدة الألمانية العاملة في قوات «يونيفيل»، وتستمر زيارته الى اليوم حيث يواصل لقاءاته مع كبار المسؤولين، على أن يصل نظيره الفرنسي برنار كوشنير ظهر غد الأحد الى بيروت «لتأكيد تمسك باريس بالاستقرار الإقليمي ودعم السلطات اللبنانية»، كما جاء في بيان السفارة الفرنسية. ويزور الحريري اليوم مصر وتركيا في سياق جولته الخارجية قبل توجهه الى واشنطن لمقابلة الرئيس باراك أوباما. وتحدث الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة له في افتتاح متحف للمقاومة في بلدة مليتا الجنوبية، يشمل نماذج من صواريخ «رعد» الإيرانية و «غراد» و «سام 7» الروسية و «تاو» الأميركية وأخرى من نوع «فاغوت» سبق للمقاومة ان استخدمتها. وسأل نصرالله عن السبب في تدفق الزيارات الأميركية والأجنبية والعربية الى لبنان؟ وقال: «ماذا يجري في لبنان؟ لن أجيب عن ذلك الآن بل في احتفال 25 أيار (مايو) في ذكرى التحرير». وتناول نصرالله الانتخابات البلدية والمناورات التي تنوي إسرائيل إجراءها بدءاً من غد الأحد، داعياً الجنوبيين الى عدم الخوف منها ومعتبراً أن المشهد تبدّل اليوم «وفي البلدات الجنوبية ستكون أعراس انتخابية وفي الجانب الآخر سينزل ملايين الإسرائيليين الى الملاجئ منفذين خطة طوارئ خوفاً من المقاومة». وذكر نصرالله أن «المقاومة حاضرة ليس في معادلة الدفاع عن لبنان فحسب بل في المعادلة الإقليمية والدولية». وشدد على التزام عناصر الحزب لوائح التوافق مع «أمل»، ولفت قوله: «إذا اختلفنا (مع أمل) انتُقدنا وإذا اتفقنا قالوا إنه اتفاق استئثاري». ودعا نصرالله أهالي صيدا حيث تحتدم المعركة بين لائحة يدعمها النائب السابق أسامة سعد وبعض حلفائه في المعارضة، وأخرى برئاسة رجل الأعمال محمد السعودي مدعومة من العائلات و «تيار المستقبل» و «الجماعة الإسلامية»، الى الهدوء، معتبراً أن «لا داعي لهذا الهجوم والقلق». وفيما كان «حزب الله» أعلن عن استنفار ألوف الشباب لمناسبة المناورات الإسرائيلية مشيراً الى انهم لن يذهبوا الى صناديق الاقتراع، فإن التحالف بين «أمل» والحزب نجح في تحقيق فوز 50 لائحة ائتلافية بالتزكية حتى الأمس، من أصل زهاء 171 قرية لهما نفوذ فيها. وتوقعت مصادر التحالف أن تؤدي الانسحابات للمرشحين الى إعلان فوز عشرة مجالس بلدية أخرى بالتزكية أيضاً، لا سيما ان السيد نصرالله دعا في خطابه أمس الى الانسحاب لمصلحة الائتلاف. وتوقعت مصادر تحالف «أمل» و «حزب الله» أن تحصل الانتخابات في 50 قرية أخرى بين لوائحهما وبين مرشحين منفردين باقين لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، فيما تشهد 50 قرية أخرى منافسة بين الائتلاف ولوائح غير مكتملة، ويتوقع أن تحصل منافسة في 7 و8 قرى بين لوائح متعددة. أما في صيدا التي ترافق انتخاباتها حملات إعلامية واسعة، فقد تصاعد الخطاب السياسي في مهرجانات انتخابية. وهاجم سعد «تيار المستقبل» بقوة ونائبي المدينة الرئيس السابق فؤاد السنيورة وبهية الحريري، ورد المرشح السعودي بالإشارة الى عيد التحرير في 25 أيار وحيا المقاومة معدداً أسماء شهداء صيدا وأعلامها من الرئيس الراحل رفيق الحريري الى الشهيد معروف سعد قائلاً: «نحن لا ننسى أحداً. هم ينسون وأنا أول من يعرف أنهم ينسون... وهم أبناء بلدنا ومحبتهم في قلوبنا». على صعيد آخر، طلب القضاء العسكري اللبناني من النيابة العامة في بيروت ايداعه نسخة عن ملف التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيق الفيديرالي الاميركي «أف بي أي» في قضية التخطيط لتفجير انفاق في نيويورك والملاحق بها في لبنان عاصم محمد سامي حمود الذي أخلي سبيله منذ نحو سنة بعد توقيف دام أكثر من ثلاث سنوات. وكان حمود مثل أمس أمام المحكمة العسكرية في لبنان حيث كان مقرراً اصدار الحكم بحقه وبحق اثنين فارين هما السوري يوسف جميل قطب والفلسطيني غسان عدنان الزكا، لكن المحكمة قررت رفع الجلسة الى الثاني عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل للحصول على نسخة عن ملف التحقيق الأميركي في القضية الذي سلمت نسخة عنه الى النيابة العامة التمييزية. ويأتي ذلك في ضوء نفي حمود ما نسب اليه لجهة انتمائه الى تنظيم «القاعدة» والتخطيط لتفجير أنفاق في نيو جيرسي ومبنى التجارة العالمية في نيويورك في آخر العام 2006، إذ أكد أثناء استجوابه أمام المحكمة في مطلع العام 2006 ان ما أدلى به من معلومات عن العملية اثناء التحقيق الأولي معه هو «مجرد دراسات أرسلت اليه عبر الإنترنت وتحولت بالتالي الى اتهامات ضده».