تصدر عدم توافر بيئة العمل المناسبة لعمل الفتاة السعودية في بعض الجهات، وضعف الرواتب وعدم توافر المواصلات، إضافة إلى تحديات تواجه أصحاب العمل، كالتسرب الوظيفي، ومحدودية طالبات العمل، والدعم المادي، قائمة التحديات التي حصرتها وزارة العمل ممثلة بإدارة تطوير بيئة عمل المرأة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، من ناحية تأثيرها في نسب التأنيث والسعودة. وبحسب مديرة إدارة تطوير بيئة عمل المرأة مي العنقري، فإن معالجة تراجع نسب التأنيث سيتم من خلال إقامة ورش عمل بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن هناك وكالة في الوزارة مخصصة لمهمات تأنيث محال المستلزمات النسائية، فيما رفضت مقولة «رواتب السعوديات مازالت الأقل خليجياً»، معتبرة أن «العمل أهم من الحاجة، فهناك اختلاف وفروق في العملات بين الدول». وطالبن مشاركات في الحملة التثقيفية لبيئة عمل المرأة في القطاع الخاص خلال حديثهن عن المشكلات التي تواجه صاحبات الأعمال والموظفات، بتوضيح أسباب تعطل صرف الدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، إذ علقت مديرة القسم النسائي في الصندوق سمية الخالدي بقولها أن «التعطل كان بسبب النظام الذي تعطل أربعة أشهر، وحالياً سيبدأ الصرف»، فيما أبدت صاحبات مشاريع حديثة تذمرهن من التعطل الذي كاد أن يؤدي إلى إغلاق المشاريع بسبب عدم القدرة على دفع الرواتب الكامل. في حين استعرضت شروق الخليفي من إدارة تطوير عمل المرأة الأعمال التي يستثنى منها عمل المرأة ليلاً، موضحة أنه تم استحداث أنشطة إضافية «إذا كان العمل في محال بيع المستلزمات النسائية، وإذا كان في المحاسبة بمحال بيع التجزئة، والعمل في المطابخ، إضافة إلى منع عملهن ليلاً في المتنزهات الترفيهية العائلية»، علماً بأنه يستثنى عملها ليلاً في مجال الأعمال الصحية، وإذا كانت المنشاة لا تستخدم سوى أفراد الأسرة، وفي حال القوة القاهرة والطوارئ، وإذا كان العمل الليلي ضرورياً على الموارد من التلف السريع. كما أبانت حقوق المرأة العاملة (المسلمة وغير المسلمة)، مؤكدة أنه يمنع عمل المرأة في 24 مهنة لعدم تناسبها مع طبيعتها. من جانبها، أوضحت مرام الشهري من إدارة تطوير بيئة عمل المرأة اشتراطات عمل المرأة في المنشآت الصناعية، موضحة «إذا كانت العاملات يعملن في مرحلة من مراحل خط الإنتاج، فيجب أن يكون جميع العاملين في هذه المرحلة من النساء وألا يقل عددهن عن 10 وعلى أن يشكلن مالا يقل عن ثلث مجموع العاملين في خط الإنتاج إجمالاً. كما يحظر العمل في المصانع قبل السادسة صباحاً وبعد الخامسة مساء. وبينت نورة الهديب من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ما تقدمه المؤسسة من برامج، مؤكدة أنه تم استحداث برنامج لهذا العام للطالبات «برنامج التأهيل المهني لطالبات الثانوية العامة»، يندرج تحت مبادرة تعليم وعمل، ويتم تقديمه عبر المؤسسة بالتعاون مع وزارة التعليم، إضافة إلى تقديم مواد مهنية وتقنية لإكساب طلاب وطالبات التعليم العام المهارات والقدرات الأساسية لتأهيلهم للحياة العملية والحرص على صقل مواهبهم. وفي سياق متصل، سردت الاختصاصية مي العنقري صفات بيئة العمل المفضلة، بناء على نتائج دراسة معدة من جانب البنك الدولي. وقالت إن الدراسة ركزت على «الرواتب المجزية، وساعات العمل المناسبة، والإجازات، وتطوير المهارات، والضمان الصحي، والمواصلات، ومركز رعاية الأطفال، والعلاقات الجيدة مع المسؤول، والخصوصية والاستقلالية، وقرب مقر العمل من المنزل، والأمان الوظيفي والبدلات».