أعلن أبرز مساعدي الرئيس السوداني عمر البشير، ابراهيم غندور في مقابلة صحافية أن وجود قوات جنوب السودان، داخل أبيي يهدد السلام في المنطقة، لافتاً إلى أنه «متفائل نسبياً» بتحقيق السلام في جنوب كردفان، وذلك في حين نبهت الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي إلى خطورة أعمال العنف المتفاقمة في ولاية دارفور (غرب السودان). وقال غندور إن وجود قوات جنوب السودان في أبيي المتنازع عليها بين السودان ودولة جنوب السودان «غير مؤاتٍ للسلام وقد يخلق مشاكل أخرى». وأكد غندور أن الخرطوم تريد تجنب الحلول العسكرية لتسوية الخلاف حول أبيي خصوصاً في ظل ظروف الصراع الحالية في جنوب السودان. وقال: «سنحاول استخدام كل الوسائل السياسية والديبلوماسية والاتحاد الافريقي لحل النزاع». وتشكل أبيي التي يبلغ عدد سكانها حوالى مئة ألف نسمة إحدى نقاط الخلاف الرئيسية التي بقيت بلا حل بعد توقيع اتفاق السلام الشامل في عام 2005 الذي أنهى عقدين من الحرب الأهلية (1983 - 2005) بين الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية السابقة. ويشمل اتفاق السلام تنظيم استفتاء لتقرير المصير في ابيي إلا أنه يؤجَل باستمرار، بخاصة بسبب الخلاف بين الخرطوم وجوبا على مَن يحق له التصويت فيه. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن في شباط (فبراير) الماضي، إن هناك 660 جندياً ورجل شرطة من جنوب السودان في أبيي اضافةً إلى 150 من شرطة النفط السودانية. وفي سياق آخر، قال غندور الذي كان يتحدث من مكتبه في القصر الجمهوري إنه «متفائل نسبياً» بتحقيق السلام في جنوب كردفان الذي استؤنفت المحادثات في شأنه في شباط بعد توقف دام أكثر من عام. وتهدف المحادثات بين الخرطوم ومتمردي «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال» الى وضع حد لثلاثة أعوام من النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وحدد الاتحاد الافريقي الذي يتوسط بين الخرطوم والمتمردين 30 نيسان (أبريل) المقبل آخر موعد للتوصل إلى اتفاق سلام. قال غندور: «من الممكن ذلك ونحن نرحب بتحديد الموعد، إذ لا نريد أن نترك الأمر مفتوحاً». وأضاف أن «التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد هو تحقيق السلام مع المجموعات المسلحة». من جهة أخرى، أقر غندور بأن «ارتفاع الأسعار لا يُطاق بالنسبة للناس العاديين». وأضاف: «نتوقع دائماً أن يتظاهر الناس لكن السودانيين اذكياء جداً»، في إشارة الى رأي السودانيين في ما يجري من حروب واضطرابات في البلاد العربية الأخرى. وفي شأن احتمال ترشح البشير لولاية رئاسية جديدة العام المقبل، قال غندور إن «هذا الامر سيحدده المؤتمر العام للحزب الذي سيُعقد في تشرين الأول المقبل». إلى ذلك، نبّه مسؤولون في الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي أول من أمس، إلى خطورة أعمال العنف المتفاقمة في دارفور. وأصدر نائب رئيس بعثة الأممالمتحدة المشتركة لحفظ السلام في دارفور جوزيف موتابوبا ومنسق الأممالمتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في السودان علي الزعتري بياناً مشتركاً، جاء فيه أنه بات من الصعب للغاية تسليم المعونات للمحتاجين في دارفور. على صعيد آخر، أعلن المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في اجتماعه الذي اختُتم فى الساعات الأولى من صباح أمس، برئاسة البشير، تشكيل لجنة عليا برئاسة الأخير للاصلاح السياسي ومتابعة الحوار مع القوى السياسية إلى جانب لجنتين برئاسة كل من نائبي الرئيس للشؤون التنفيذية والحزبية لمتابعة عملية الاصلاح في الدولة والحزب.