أكد الوكيل المساعد لوزارة الصحة للطب الوقائي عبدالله عسيري أن وزارته لا تسعى إلى معاقبة ملاك الإبل أو القضاء عليها بسبب «كورونا»، لافتاً إلى أن من يصابون بالفايروس بمخالطة الإبل، حتى ولو لم تظهر عليهم الأعراض بسبب مناعتهم، فإنهم سينقلونه إلى أهاليهم وأقاربهم، وبخاصة كبار السن. فيما تدشن الوزارة حالياً خطة توعوية جديدة تُركز على ملاك ورعاة الإبل. وأوضح عسيري، خلال لقاء عقده مع الصحافيين في مركز القيادة والتحكم بالوزارة، أن الأمراض الفايروسية مستمرة مع الإنسان ولا يمكن القضاء عليها إلا في حال التمكن من إيجاد لقاء فعال، كما حدث مع «الجدري»، مضيفاً أن «استئصال الأمراض الفايروسية صعب، والجهات الصحية تحرص على منع انتشارها من خلال اتباع الإجراءات الوقائية وأساليب مكافحة العدوى». وأكّد أن حليب الإبل ولحومها ليست ناقلة لفايروس «كورونا» مباشرة، وبخاصة في حال طهي اللحوم جيداً، إلا أن من أبرز الأسباب المؤدية إلى نقلها الفايروس تلوث الحليب، بسبب رضاعة صغار الإبل قبل «حلبها»، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لذلك، والخطر من الإبل يكمن في المخالطة المباشرة لها، والأماكن التي يتم تجميع الإبل فيها «أحواش الإبل». وأفاد عسيري بأن وزارته استطاعت التحكم، خلال الفترة الماضية، في انتشار العدوى داخل المستشفيات الصحية، قبل أن تظهر حادثة مستشفى بريدة، مضيفاً: «أعتقد أنها في طريقها إلى الحل، ولكن المشكلة، والأهم في الموضوع، هو منع تسجيل الحالات الأولية، ونجد صعوبة في الوصول إلى الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع الإبل، وبخاصة ملاكها والرعاة». وعن وجود أزمة ثقة بين الوزارة والمجتمع، أوضح عسيري أنه «لبناء الثقة مع المجتمع نحتاج إلى وقت، وبخاصة أن الوزارة واجهت، خلال الأعوام الماضية، حملات شعواء بعضها غير صحيحة، وبعض الأوقات نحتاج إلى فترات طويلة من أجل تصحيح الأخطاء، والأمر ذاته ينطبق على «كورونا». ولفت إلى أن إجراءات مكافحة العدوى قياسية، ومبنية على تعريف محدد للمرض، «المشكلة أن أعراض المرض لا تظهر على البعض، وتنتشر العدوى قبل التأكد من ظهور الأعراض والتأكد من أن المريض حامل للفايروس، والذي حدث في مستشفى بريدة أكبر مثال، إذ إن المريض لم تظهر عليه أية أعراض للفايروس، وراجع الطوارئ بوصفه مريضاً عادياً من دون أية أعراض، وتسببت حالته في تسجيل حالات جديدة». مشيراً إلى أنه لا توجد إجراءات محددة لمكافحة العدوى يمكن تطبيقها على جميع مراجعي المستشفيات، ونحن ندرس جميع الأعراض ونتعاون مع خبراء عالميين من أجل ذلك. وفي ما يتعلق بصرف بدل العدوى للممارسين الصحيين، أكّد أن «هناك مداولات بين وزارتي الصحة والمالية لمراجعة الفئات المستحقة لبدل العدوى، وبخاصة العاملين في أقسام الطوارئ والعناية المركزة ومراكز الكلى، والأمر في طور الحل»، واستدرك: «لكن يجب أن نؤكد أن ممارسة العمل الصحي، سواء ببدل أم من دونه ،لن تمنع العدوى، والصحيح أن بدل العدوى حق مكتسب لمن يعمل في المجال الصحي». من جهته، أوضح المشرف على العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة عصام توفيق أن «قلة من ملاك الإبل ينظرون إلى الأمر أنه تهديد لهم، ونحن نؤكد أن الإبل ليست الخطر، إلا أن الخطورة تتمثل بكيفية التعامل معها»، مضيفاً: «لدينا حملات توعوية، ونسعى للوصول إلى ملاك الإبل ورعاتها عبر قنوات عديدة. من جهته، أكد المتحدث الرسمي في وزارة الصحة فيصل الزهراني أن الشريحة المستهدفة من التوعية بأخطار مخالطة الإبل تحتاج إلى طرق خاصة للوصول إليهم، «لذا نحن بصدد تدشين المرحلة الثانية من أجل التوعية ب«كورونا»، لافتاً إلى أنها تستهدف رعاة وملاك الإبل، من طريق عدد من الأساليب التي تناسبهم؛ كنشر منشورات وتوزيعها على الطرق السريعة، واستخدام الإذاعة أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي. عسيري: «كورونا» في تزايد العام الحالي قال وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي عبدالله عسيري: «منذ بداية العام الميلادي الحالي استمر تسجيل أسبوعي لحالات إصابة جديدة بفايروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)، ولكن الاختلاف عن الأعوام السابقة هو أن معظم الحالات المسجلة كانت أولية، أي مكتسبة من المجتمع، والجزء الأكبر منها له ارتباط مباشر أو غير مباشر بالإبل، مبيناً أن الحالات التي سجلت أخيراً في مستشفى الملك فهد في منطقة القصيم كانت حالات أولية ولها ارتباط بالإبل، تحولت إلى حالات ثانوية داخل مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، ووصل عددها إلى عشر حالات، (حالتان منها لممارسين صحيين، أحدهما طبيب)، وتم تسجيلها في الأيام الخمسة الماضية، وجميعها مرتبطة بالعدوى التي حصلت خلال الأسبوعين الماضيين. والسبب الرئيس فيها مخالطة الإبل، لافتاً إلى أنه «من المتوقع استمرار تسجيل حالات جديدة خلال الأيام المقبلة، بسبب طول فترة حضانة الفايروس، ولكن الأعداد في تناقص مستمر، ولا أتوقع تسجيل حالات عدوى جديدة، بل إنها مخالطة للحالات السابقة». وأبان أن من إجراءات المستشفى تطهير الطوارئ، ولم يتم إغلاقها، وفحص جميع المخالطين داخل المنشأة، سواء العاملين أم غيرهم، وتظهر نتائج الفحوص خلال ثماني ساعات إلى 12 ساعة من إرسال العينات.