في الأمتار الأخيرة من السباق لا مجال لالتقاط الأنفاس، وتشتت التركيز، وهذا ما ينطبق فعلاً على حراس المرمى في «دوري جميل»، بعد أن تقلصت الأخطاء، وتألقوا في الجولات الحاسمة، وغابت الغزارة التهديفية، وبرز أكثر من اسم أسهم بشكل كبير في تحقيق فريقه للانتصارات، ويأتي حارس الشباب محمد العويس في مقدمهم، إذ يعد مفتاح الانتصارات الشبابية ونصف الفريق، وكان لخروجه في مواجهة فريقه أمام الأهلي أثراً بالغاً على الفريق وقبل الخسارة بعد خمس جولات كان فيها سداً منيعاً أمام المهاجمين، وتصدى ل76 فرصة محققة، ويأتي بقية حراس الأندية المهددة بالهبوط في مراكز متقدمة في التصديات، إذ يحتل حارس هجر مصطفى ملائكة المرتبة الثانية بالتصدي للكرات بواقع 71 فرصة، ويتساوى حارس نجران عبدالعزيز تكروني مع حارس الرائد فهد الشمري ب66 تصدٍ ناجح لأهداف محققه، كما واصل حارس القادسية فيصل مسرحي تقديم العروض المميزة بعد تألقه أمام الاتحاد والهلال وكان من أهم العوامل في خروج فريقه بنقطة التعادل وعدم قبول الخسارة بعد أن تصدى في تلك المواجهتين ل13 فرصة صريحة. ويتصدر قائمة أفضل الحراس بعدد قبول الأهداف في المباريات حارس الأهلي ياسر المسيليم الذي حافظ على شباكه نظيفة في تسع مواجهات، وحارس الهلال خالد شراحيلي في ثماني مباريات، وحارس الشباب محمد العويس في سبع مباريات، وحارس الفتح عبدالله العويشير في ست مباريات، وحارسا الفيصلي والخليج منصور النجعي ومسلم آل فريج فكل منهما حافظ على شباكه نظيفة في خمس مبارايات. وما زالت الجماهير تخشى على شباك أنديتها من تراجع ملحوظ في الفترة الماضية، إذ أهدرت بعض الفرق نقاطاً مهمة جداً في مسيرتها هذا الموسم في دوري عبداللطيف جميل، أو حتى في بطولات الكؤوس، أو في مسابقة دوري أبطال آسيا، والسبب هفوات قاتلة لحراس المرمى، وبعضهم يعدون الأفضل على مستوى الدوري بالأرقام، سواءً في الموسم الماضي أم حتى مطلع الموسم الحالي، وربما أن ذلك يأتي لضعف المنافسة بين الحراس في الخانة الأكثر أهمية، فمعظم الأندية اليوم تُشرك حارساً واحداً في البطولات كافة، وهو ما قد يقتل المنافسة بين الحارس وبديله.