حارت صدارة الدوري هذا الموسم بين ثلاثة أندية، منذ انطلاق المسابقة، ولا تزال المنافسة متاحة أمام خمسة أندية للظفر باللقب الأغلى والأهم في الموسم الرياضي السعودي، الشباب لم يدم طويلاً في كرسي الصدارة لأنها بطولة النفس الطويل، وخطفها منه الهلال وابتعد الشباب كثيراً عن المنافسة على المركز الأول، قبل أن يدخل الأهلي في الخط ويزيح الهلال ويعتلي القمة، لكنها عادت للهلال الذي عشقته الصدارة، على رغم تعثره في ثلاث مباريات متتالية في القسم الثاني من الدوري بقي في مقدمة الترتيب، لكن تعثره الرابع أعاده للوصافة ومنح الأهلي تذكرة العودة لكرسي الصدارة. الفارق النقطي بين الأندية الثلاثة الأولى الأهلي والهلال والاتحاد والأخير دخل أخيراً على خط المنافسة، لم تشهده المواسم السابقة على الإطلاق للتقارب النقطي بينهما، حتى إن الجولة الأخيرة شهدت ثلاثة متصدرين خلال يومين بعد أن تعادل الاتحاد مع الفتح وتصدر الدوري ب40 نقطة، وبعدها تعادل الهلال مع القادسية وتصدر ب41 نقطة، ومع انتصار الأهلي على الشباب قفز الأهلي للمركز الأول ب42 نقطة، ليواصل الدوري السعودي جنونه ومفاجآته التي تتجدد مع كل جولة، وفي انتظار مزيد من الإثارة والتشويق في الجولات السبع المقبلة. كما أن الحظوظ لا تزال مواتية للتعاون صاحب المركز الرابع للدخول في سباق الظفر بالبطولة، التعاون هو الآخر تعثر في آخر مواجهتين، وأهدر فرصة ملامسة صدارة الترتيب والبقاء في أجواء المنافسة، وتقليص الفارق النقطي بينه وبين الأهلي المتصدر وظل على نقاطه ال35، وتنطبق الحال تماماً على الشباب الذي أفاق في القسم الثاني من الدوري وعاد بسرعة الصاروخ للمنافسة على اللقلب، وحقق انتصارات متتالية وصلت به للمركز الخامس، بيد أن خسارته من الأهلي في الجولة الأخيرة قلصت حظوظه وصعبت عليه المهمة. وفي مناطق المؤخرة يحتدم الصراع وتشتد المنافسة للهروب من دائرة الخطر وشبح الهبوط الذي يهدد خمسة أندية، فما ينطبق على صراع القمة ولعبة الكراسي ينطبق تماماً على مناطق المؤخرة، ففي كل جولة يصل فريق للمركز ال9 وفي الجولة الأخرى يعود للمركز ال13 كما حدث مع الرائد في الجولة الأخيرة، والقادسية قبله، ففي كل جولة تتغير المراكز للتقارب النقطي بين الوحدة ونجران والقادسية والرائد وهجر، وإن كان المتذيل هجر هو المرشح الأول للعودة لدوري الدرجة الأولى، بعد بقائه في المركز الأخير منذ الجولات الأولى بنقاطه التسع، فيما عزز نجران من حظوظه في البقاء بعد أن صعد على أكتاف بطل النسخة الماضية ومتصدر الترتيب الأهلي وخطف انتصارين أوصلاه لبر الأمان، وعجز الرائد عن النهوض بعد الخسائر المتتالية. أما المنطقة الدافئة فتضم الأندية التي دوماً توجد بها خلال الأعوام الماضية، ما عدا الضيف الكبير حامل اللقب النصر الذي لم يغادر المراكز الثلاثة هذا الموسم، حائراً ما بين المركزين السادس والثامن، إما أن يصعد أو يتراجع خطوة، أو يحتل المرتبة السابعة في موسم أحبط جماهيره، وقلب موازين الدوري، فيما يمني التعاون النفس بالاستمرار على النهج الذي بلغ به المرحلة ال20 إذ يؤهله رصيده الحالي ومركزه لتمثيل السعودية في دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل، وهو الحلم الذي يراود أبناء السكري بالتأكيد.