ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم الإرهابي الذي شنته عناصر موالية لتنظيم «داعش» على مدينة بن قردان التونسية القريبة من الحدود الليبية إلى 37 قتيلاً من المسلحين، فيما أعلنت السلطات التونسية ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة والقذائف وآلاف الأعيرة النارية. وأعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد في مؤتمر صحافي أمس، أن عملية تشنّها قوات أمنية وعسكرية تونسية غداة هجوم نفذته عشرات العناصر المسلحة أول من أمس، وأن «قوات الأمن والجيش قضت على 36 إرهابياً أغلبهم تونسيون واعتقلت 7 آخرين». كما قُتل مسلح خلال اشتباكات متفرقة تواصلت أمس في «بن قردان» بمحافظة مدنين جنوب شرقي البلاد، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا في صفوف الأمن والجيش إلى 12 قتيلاً و14 جريحاً و3 جرحى من المدنيين وفق إحصائيات رسمية تونسية. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت أول من أمس، إثر هجوم مجموعة إرهابية مسلحة استهدف ثكنة للجيش التونسي ومديريتين للدرك والأمن في «بن قردان»، وتمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية من صد الهجوم الذي استعمل خلاله المهاجمون أسلحة رشاشة وسيارات رباعية الدفع. وأوضح رئيس الوزراء التونسي أن قوات بلاده اعتقلت 7 أشخاص لا يزالون يخضعون للتحقيق لمعرفة هوياتهم والجهات التي كانت وراء الاعتداء»، مشيراً إلى إمكانية وجود أجانب ضمن المجموعة المهاجمة التي كانت تضم 50 عنصراً وفق تقديرات أولية. وأشاد الصيد بدور القوات الحكومية «في التصدي للإرهابيين والسيطرة على الوضع بالسرعة اللازمة»، مشدداً على أن بلاده ربحت معركة ولم تربح الحرب بعد لأنها ما زالت متواصلة وطويلة ضد الإرهاب. إلى ذلك، نشرت وزارة الدفاع التونسية أمس، صوراً لجثث قتلى المسلحين ومخازن أسلحة اكتُشِفت في المدينة تضم عشرات اسلحة الكلاشنيكوف وقذائف «آر بي جي» والقنابل اليدوية والمواد المتفجرة وآلاف الأعيرة النارية، وتم تهريب هذه الأسلحة من الأراضي الليبية عبر الحدود البرية. واعتبر مسؤولون تونسيون أن كمية الأسلحة المضبوطة ونوعيتها تدلان على أن المهاجمين كانوا ينوون السيطرة على مدينة «بن قردان» وإعلانها ولاية تابعة لتنظيم داعش، وسط تحذيرات من إمكانية تكرار الهجوم بعدد أكبر من المسلحين. في سياق متصل، شدد الصيد على أن «تونس بلد مستقل يعول على إمكاناته للدفاع عن نفسه، ولا سبيل للسماح لقوات أجنبية بالدخول إلى الأراضي التونسية ومساعدتنا في مواجهة الارهاب»، مضيفاً أن الدعم الأجنبي يجب أن يقتصر على الدعم المادي لاقتناء اسلحة ومعدات وتجهيزات لمراقبة الحدود. وجاء هذا التصريح رداً على تصريحات سابقة لوزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، قال فيها إن الحكومة «بصدد مناقشة الإطار القانوني المتعلق بالتعاون التونسي - الألماني -الأميركي، وستقدمه لاحقاً إلى مجلس النواب على اعتبار أن تواجد قوات عسكرية أجنبية على التراب التونسي يستوجب دائماً إيجاد إطار قانوني». وتلقت تونس موجة من التضامن الدولي اثر هجوم بن قردان، إذ دانت واشنطن على لسان الناطق باسم خارجيتها جون كيربي «هذه الهجمات الإرهابية» مرحبةً «بالرد السريع والشجاع لقوات الأمن التونسية». وعبر كيربي عن استعداد بلاده لمساعدة الحكومة التونسية في مواجهة الارهاب. واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجمات التي تعرضت لها تونس، مشدداً على الالتزام بالوقوف إلى جانب الشعب التونسي لمواجهة الارهاب والحفاظ على مكاسب الثورة والانتقال الديموقراطي. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عزم بلاده «أكثر من أي وقت مضى على مواصلة وتكثيف تعاونها مع تونس لمكافحة الإرهاب».