استغل السياسيون اللبنانيون يوم المرأة العالمي أمس، لينصرفوا عن هموم السياسية اليومية إلى تهنئة المرأة في عيدها، وتمحورت معظم المواقف أمس حول المناسبة. وأجمعت التصريحات والتغريدات على ضرورة تحقيق مطالب المرأة بالمشاركة في الحياة السياسية والوطنية. وهنَّأ الرئيس السابق ميشال سليمان المرأة عبر حسابه على «تويتر» وقال: «في اليوم العالمي لنصفنا الأجمل... كل عام وأنتن صفاء الكون ومياه الصحراء». واعتبر زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري أن «اليوم العالمي للمرأة لا يشكّل فقط مناسبة لتقديم التهاني واستذكار المرأة بعطاءاتها وما تمثله من ركيزة أساسية في بناء المجتمع وإنما يجسِّد نقطة تحول أساسية في تكريس حقها في خياراتها وتمكينها من المشاركة في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والإنمائية بالتساوي مع الرجل». وأمل بأن «تعمم هذه التحوّلات الأساسية لتشمل الدول والمناطق التي لا تزال تمنع عن المرأة أبسط حقوقها في التعليم والعمل». وأضاف: «نحن مطالبون بالعمل مع كل المعنيين لاستكمال الخطوات اللازمة لتحقيق مطالب المرأة المحقة وفي مقدمها المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والوطنية وتعديل القوانين وإعطاء الجنسية اللبنانية لأبناء المرأة المتزوجة من غير لبناني لأن هذا حق مشروع ولا يجوز الاستمرار في تجاهله». وشدد على «ضرورة تخصيص المرأة بتمثيل أوسع بما يتناسب مع حقوقها ومسؤولياتها في المجتمع». وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال مشاركته في ندوة في الجامعة اللبنانية - الأميركية: «سمعت كلاماً هنا عن وجود اتجاه لإجراء الانتخابات البلدية، لا، هناك قرار بإجراء الانتخابات البلدية، لا تجديد ولا تمديد ولا تأجيل لهذه الانتخابات مهما حدث سياسياً». وأضاف: «كل الذي تسمعونه سواء عن التأجيل أم عن التشكيك هو دليل انهم لم يعتادوا أن هناك قراراً بإجراء الانتخابات البلدية وهذا القرار سينفذ». ولفت إلى أن «استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية مناسبة للمرأة لإسماع صوتها وإثبات وجودها اقتراعاً وترشيحاً». وقال: «إذا كانت 536 سيدة تمكن من الفوز بعضوية المجالس البلدية في انتخابات 2010 فلماذا لا نطلق اليوم تحدياً بمضاعفة هذا العدد في انتخابات أيار (مايو) المقبل؟». وفي المناسبة، عيّن وزير الخارجية جبران باسيل 9 سيدات منتسبات إلى «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه في عضوية بعض مجالس الأقضية التي لا وجود لعنصر المرأة فيها استناداً للنظام الداخلي للتيار. وكان غرد بالقول: «نعلن تصميمنا على أن يكون دور المرأة في التيار انعكاساً لحضورها في المجتمع اللبناني». وأكّدت وزيرة المهجرين أليس شبطيني «عدم تأييدها للكوتا النسائية، ولكن للأسف هي الوسيلة الوحيدة لتتبوأ المرأة مراكز القرار». وأشارت إلى «أهمية وجود وزيرات في الحكومة ليسود جو من اللياقة وحسن الحوار». ولم تستبعد «أهمية عامل المال في الانتخابات النيابية، الأمر الذي يحول دون ترشيح المرأة، كونها تفتقر الى تمويل الحملات الانتخابية». وغرّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالقول: «لبنانية تاء فيها كل الفرق». وقال وزير العدل المستقيل أشرف ريفي في تغريدة عبر «تويتر»: «ليس اليوم يومك بل كل الأيام. أنت الأم والأخت والزوجة والإبنة. لا بناء للوطن والمجتمع من دون الشراكة معك». وتقدَّم النائب سامي الجميل ب «اقتراح قانون يرمي إلى إلغاء أحكام الزنا من قانون العقوبات اللبناني، بهدف تكريس المساواة بين الرجل والمرأة في قانون العقوبات من جهة أولى، ونزع الصفة الجرمية عن فعل الزنا من جهة ثانية». ولفت الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري عبر «تويتر» إلى أن «كل الأيام هي أيامها، لولاها ما كانت الأيام وما كنا. أن تنال المرأة حقوقها وتكون بخير ينال المستقبل حقه ويكون بخير». ورأى البطريرك الماروني بشاره الراعي أن «العالم في حاجة إلى الحنان بعدما صارت القلوب من حجر». واحتفل معهد «باسل فليحان المالي والاقتصادي» بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في المناسبة بندوة بعنوان: «المرأة في موقع القيادة شريكة في مسيرة بناء الدولة». وشاركت فيها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وسفيرة النوايا الحسنة لحوار الحضارات لدى «اونيسكو» الاكوادوريةاللبنانية الأصل ايفون عبدالباقي التي تحدّثت عن تجربتها في العمل السياسي كونها مستشارة رئيس الاكوادور للشؤون الدولية، وشددت على إبعاد الدين عن السياسة. ونصحت كاغ اللبنانيات «بكسر الحواجز وإزالة العراقيل ودعم بعضهن بعضاً، خصوصاً ان المرأة تمثل نصف المجتمع وبتعزيز عملها والتكاتف من دون خوف أو تردد لبناء المدماك الأول في مسيرة رسم السياسات واتخاذ القرارات». وتحدّثت عن تجربتها حين كانت منسقة خاصة للبعثة المعنية بالقضاء على الأسلحة الكيماوية في سورية.