برز تطور جديد أمس في الملف الرئاسي اللبناني بحسم رئيس البرلمان نبيه بري تموضعه في معسكر الكتل النيابية المؤيدة لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، في تصريحات أدلى بها أمس في سياق سجال مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بقوله: «لماذا ينسحب فرنجية ما دام ترشيحه هو الأقوى حتى الآن؟». وقال أحد الأقطاب السياسيين ل «الحياة»، إن بري جاهر بموقفه الذي كان حدده منذ مدة وأبلغ به «حزب الله»، بأنه لا يوافق على خيار زعيم «التيار الوطني الحر»، العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ولن يسير به. رد بري أمس في تغريدة عبر «تويتر» على سؤال جعجع له «على أي أساس رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون هو مرشح 8 آذار؟»، قائلاً: «على ذات أسس ترشيحك من 14 آذار». ورداً على رد بري، غرّد جعجع عبر «تويتر»: «يا دولة الرئيس بري، لكن أنا انسحبت لصالح العماد ميشال عون». وكان سؤال جعجع جاء في تغريدة» رداً على كلام بري الذي سأل: «هل يريدون أن يضع حزب الله مسدساً أو بندقية أو صاروخاً في رأس سعد الحريري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية ونبيه بري لينتخبوا مرشحاً بعينه؟»، بعدما كان جعجع اعتبر أن «الكرة أصبحت في ملعب حزب الله وأنه قادر إذا كان صادقاً في ترشيح عون، على إلزام حلفائه بالنزول إلى البرلمان والتصويت له». وعرض بري التطورات الراهنة مع كل من سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، ووزيرة المهجرين أليس شبطيني التي اعتبرت في تصريح أن «ملف انتخاب رئيس الجمهورية يمر اليوم في مرحلة التخبط والضياع وكل فريق يسجل نقاطاً في وجه الفريق الآخر حيث أن جلسة 8 شباط (فبراير) المقبل ستكون مثل سابقاتها وسوف يستمر الفراغ الرئاسي ونعود إلى لعبة شد الحبال والانتظار المكلف بحق البلاد». وتابعت: «أما بالنسبة إلى بند التعيينات في المجلس العسكري فلا يحتمل كل هذا الضجيج وأن يكون سبباً لتعطيل مجلس الوزراء. ونرى في هذا الصدد أن يأخذ مداه في الدرس والمناقشة مع المعنيين والأطراف للوصول إلى توافق حوله، خصوصاً أنه من صلاحيات وزير الدفاع الذي اتخذ جميع الإجراءات بهذا الموضوع ولديه ملف كامل واقتراحات بأكثر من اسم كفوء على هذا الصعيد ونقطة على السطر و(ما نعمل من الحبة قبة) عند كل مفترق أو لغاية في نفس يعقوب». ولفتت إلى «أن النأي بالنفس في القضايا الإقليمية مسألة حساسة ونرفض أن تكون خاضعة للانتقائية والمزاجية والأهواء. والمطلوب أقله التشاور مع رئيس الحكومة للحفاظ بالحد الأدنى على صورة لبنان في الخارج وعدم المساس بعلاقاته الديبلوماسية مع الأشقاء والأصدقاء والإجماع العربي». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أن «ما يعيق بناء الدولة وتفعيل مؤسساتها هو هذه المداخلات الإقليمية التصعيدية التي تصادر قرارات اللبنانيين وترهنهم لحسابات البعض ومصالحه»، داعياً «الفريق الآخر إلى ممارسة استقلالية القرار السياسي اللبناني، والإقلاع عن الارتهان للخارج». ولفت عضو الكتلة ذاتها النائب نواف الموسوي إلى «أننا نسعى ما أمكن إلى تجسير الفجوات بين المواقف السياسية وصولاً إلى موقف لبناني يكون شاملاً وإجماعياً يخرج اللبنانيين من الأزمات التي تحيط بهم». ورأى انه «إذا كان هناك اليوم من حاجة لإصلاح في القضاء فهي الحاجة إلى إصلاح القضاء برمته، ونبدأ من القضاء العدلي إلى القضاء المدني والجزائي إلى آخره من قبل المحكمة العسكرية، ولنبدأ من خلال التشدد في العقوبات على المتورطين في العمالة للعدو الصهيوني، ومن خلال تنفيذ أحكام الإعدام بعملاء إسرائيل والإرهابيين». وأشار عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ناجي غاريوس إلى «أننا سنعقد غداً اجتماعاً للتكتل وسنقرر في ضوء ما يقدمه الآخرون، وما إذا كانت التعيينات الأمنية مدرجة على جدول الأعمال». واعتبر «أننا توافقنا معهم على الكثير من الأمور. العماد عون يعمل معهم بشكل وطني، بينما هم يعملون على القطعة ليبقوا في الحكم، وهذا أمر لن يستمر». وشدد على «أننا مع استمرارية العمل الحكومي، لكن بشرط وجود توازن وتفكير وطني، لا عندما نطلب إدراج بند على جدول الأعمال ولا يستجيب لنا أحد، فلماذا يحملوننا مسؤولية التعطيل؟»، مؤكداً أن «من حق العماد عون أن يعين أعضاء في المجلس العسكري، تماماً كما فعل الرئيس سعد الحريري». وأوضح الوزير السابق يوسف سعادة أنّ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أعلن أنه مستمرّ بالترشح للرئاسة، لافتاً إلى أنّه قال أكثر من مرّة أنه يدعم من يدعمه، وإذا كان من المطلوب أن يدعم العماد عون فمن المفترض أن يكون هناك خطة بديلة، وقال: «حتى الآن نسمع من الأوساط أن ليس هناك أيّ خطة بديلة، وبالتالي نحن مستمرّون بالترشح». وشدّد سعادة على أنّ الوزير فرنجية مرشح جدي وقوي في بيئته ومقبول من البيئات الأخرى، أي أنه مدعوم مسيحياً ومن بقية المكوّنات»، لافتاً إلى أنّ «هذه هي الشروط التي تمّ الاتفاق عليها في طاولة الحوار وفي لقاء بكركي». وإذ أكد سعادة متانة العلاقة مع الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قال: «لا نعتقد أنهما يقبلان أن يطلبا منا أن نلغي أنفسنا».