ارتفع سعر خام «برنت» فوق 108 دولارات للبرميل أمس ليتجه إلى أول زيادة أسبوعية في خمسة أسابيع، مدعوماً ببيانات أميركية ومخاوف من أن يؤدي التوتر بين روسيا والغرب إلى الإضرار بالإمدادات من روسيا. ونما الاقتصاد الأميركي في الربع الرابع من عام 2013 بوتيرة أسرع من التقديرات وانخفضت الطلبات الجديدة للحصول على مساعدات البطالة إلى أدنى مستوياتها في نحو أربعة أشهر، ما يشير إلى أن الاقتصاد يتمتع بقوة دافعة كبيرة للانطلاق بعد التباطؤ في الشتاء. وارتفع سعر «برنت» تسليم أيار (مايو) 0.2 في المئة إلى 108.03 دولار للبرميل بعد أن أغلق مرتفعاً 80 سنتاً أول من أمس. وارتفع الخام الأميركي 0.39 في المئة إلى 101.68 دولار للبرميل بعدما زاد 1.02 دولار عند التسوية في الجلسة الماضية ويتجه إلى مكاسب أسبوعية بدعم من استمرار تراجع المخزون في كوشينغ، نقطة تسليم عقود الخام الأميركي. ولا يزال الخام يحصل على دعم من التوترات في أوكرانيا حيث اتفقت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على العمل سوياً لاحتمال فرض عقوبات اقتصادية جديدة رداً على تدخل روسيا في أوكرانيا، مع الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. إلى ذلك، رفع مصرف «كريدي سويس» الاستثماري توقعاته لأسعار النفط الخام، مستنداً إلى تراجع احتمال زيادة الصادرات الإيرانية في منتصف السنة والتوترات السياسية في ليبيا. ورفع المصرف توقعاته لسعر «برنت» هذه السنة إلى 107.03 دولار للبرميل من 101.75 دولار. وجاء في مذكرة تحليلية أصدرها: «نتوقع استمرار شح إمدادات المعروض خلال هذا العام (...) ما زلنا نرى أن ديناميات العرض ستظهر أنها أهم العوامل هذا العام، غير أننا لم نعد نتوقع زيادات كبيرة في الصادرات من ليبيا وإيران». وفي الأسبوعين الأولين من آذار (مارس)، صدّرت ليبيا ما بين 100 ألف برميل و120 ألفاً يومياً، ما يقل كثيراً عن طاقتها البالغة نحو 1.25 مليون برميل يومياً. من ناحية أخرى، أعلنت «المؤسسة الوطنية الليبية للنفط» أن محتجين أغلقوا خط أنابيب ينقل المكثفات من حقل نفط «الوفاء» في جنوب غربي البلد إلى ميناء التصدير في مليتة. وهذا الاحتجاج هو الأحدث في موجة احتجاجات أصابت حقولاً وموانئ نفطية في أرجاء ليبيا بالشلل ويغلق أحد آخر خطوط أنابيب تصدير النفط للحكومة التي تعاني ضائقة مالية. وقال الناطق باسم المؤسسة، محمد الحريري: «خط انابيب للغاز من حقل الوفاء الذي ينتج نحو 30 ألف برميل يومياً من النفط الخفيف جداً إلى مليتة ما زال يعمل». لكن محطة تلفزيون محلية أشارت إلى أن المحتجين يهددون ايضاً بوقف صادرات الغاز من مجمّع مليتة الذي تقوم بتشغيله المؤسسة الوطنية وشركة «إيني» الإيطالية إلى إيطاليا. ولم يقدم الحريري اي رقم جديد لحجم الإنتاج بعدما قدّرت المؤسسة الانتاج هذا الأسبوع بنحو 155 ألف برميل يومياً. ويستخدم أكثر من نصف هذا الإنتاج للإبقاء على تشغيل مصفاتي الزاوية وطبرق لضمان إمدادات الوقود. وينتج «حقل الوفاء» ايضاً الغاز للسوق المحلية. وبلغ انتاج ليبيا من النفط 1.4 مليون برميل يومياً قبل بدء موجة الاحتجاجات والجزء الأكبر منها في موانئ نفطية في شرق البلد. وتوقف أيضاً عن العمل هذا الأسبوع «حقل الفيل» الذي تشارك «إيني» في تشغيله. ويذكر ان حقل الشرارة الذي يبلغ إنتاجه 340 ألف برميل يومياً مغلق أيضاً منذ اسابيع.