أعلنت مديرة «مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر – بايبود 2016» ميا حبيس في مؤتمر صحافي عقد أمس في بيروت، برنامج الدورة ال 12 الذي يتميّز ب«نكهة» خاصة هذه السنة. 12 سنة مرت على المهرجان الذي يبحث عن إجابات لأسئلة مجرّدة حول حضوره ومعناه في وطن مثل لبنان، في مدينة مثل بيروت. 12 سنة مرت وما برح القيمون على «بايبود» والمشاركون فيه والداعمون له مؤمنين بهذه المساحة الحية التي تعطي الجسد حيثيته لتظهير المُعاش عرضاً فنياً على خشبات مسارح مدينة بيروت ومنها إلى العالم العربي. هذا الدعم، أكّده وزير الثقافة روني عريجي في مداخلته في المؤتمر حين قال: «12 سنة ومقامات للرقص تكافح من خلال الرقص كي تكون بيروت مسرحاً وساحة للتفاعل الثقافي من خلال تقديم رقص حضاري. لم يقدموا فناً للفن فقط بل لديه رسالة تعكس صورة عن الحالات التي يمر فيها المجتمع». وركّزت ميا حبيس على أن «بيروت ترقص! منذ اثني عشر عاماً بدأت بيروت ترقص ولن تتوقف هذه المدينة عن الرقص أبداً. منذ اثني عشر عاماً نجتمع حولها وحول بايبود كي نقول إن بيروت ستبقى أبداً مدينة الرقص والثقافة والقيم». واعتبرت أن مهرجان «بايبود» في دورته الحالية هو دعوة إلى «المضي قدماً والحرص على استمرار نمو القيم التي ينادي بها وازدهارها «لأننا نريد لهذا البلد أن يتحرك. نرد أن نهزّه حتى تتهاوى كل الأفكار الفاسدة وتختفي». احتضن بايبود فنانين يمثلون «حرية تعبيرنا، هم عزمنا وطموحنا، هم حقوقنا المدنية. هؤلاء الفنانون هم تجسيد للوحي والخيال والأحلام والأفكار، ونحن لن نقبل بأقل مما وهبونا وابتكروا من أجلنا (...). هم لن يتوانوا عن إذهالنا ودفعنا إلى طرح الأسئلة وإثارة فضولنا. هم في حالة تطور ونضج مستمرة. هم صانعو دهشة الشابات والشبان من جمهور بايبود». الرقص والحراك وأشارت حبيس إلى فخرها بافتتاح النسخة الخامسة من «ملتقى ليمون» الحدث الموازي لمهرجان «بايبود» تحت عنوان «الرقص والحراك» والذي يستضيف 22 فناناً لبنانياً وعربياً بحضور منسّقين من أنحاء العالم. إلى ذلك، ستنظم ست ورشات عمل وندوات تحت عنوان «الرقص والحَراك» يشارك فيها ضيوف مميزون. كما يقدَّم ثلاثة عشر عرضاً بينها ستة عروض جديدة وخمسة أخرى شارك «بايبود» و»مقامات بيت الرقص» في إنتاجها، و «هذا إنجاز نعتبره وساماً على صدرنا». يتنقّل المتابع لهذا الحدث الغني بين تجهيز جسدي وحلقات حوار وعروض ومحاضرات وعروض فيديو. بالإضافة إلى دورة تدريبية يقيمها رئيس تحرير مجلة «Tanz» الألمانية المعروفة عالمياً والمتخصصة بالرقص أرند فيسمن الذي يلتقي صحافيين يكتبون في مجال نقد الرقص ويختبرون معاً كيفية التعامل مع حركة الجسد على المسرح كتابة. تمكّن بايبود من استضافة أكثر من ألف فنان عالمي في لبنان منذ انطلاقه في العام 2004، كما قدم وشارك في إنتاج أكثر من أربعين عرضاً لفنانين لبنانيين، وأكثر من خمسين عرضاً لفنانين عرب. هذا الإنجاز يعود الفضل فيه إلى دعم أفراد وفنانين وشركاء ومؤسسات في هذه المغامرة، ولا سيما جمهور»بايبود الذي له الفضل في التأسيس لمهرجان خاص بالرقص المعاصر يعنى بالقضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية بقدر ما يولي القضايا الفنية والثقافية أهمية. وهذا ما أكده المشاركين في المؤتمر الذين أعربوا عن اعتزازهم بدعم هذا المهرجان و «ملتقى ليمون» الموازي له وشددوا على ثقتهم به وبالمنظمين. ثم كان هناك عرض لبرنامج المهرجان الذي يفتتح مع عرض «بيتنا» لعمر راجح بالتعاون مع الثلاثي جبران وثلاثة مصممي رقص من بلجيكا واليابان وتوغو. حول هذا العرض قال راجح: «هو مساحة لنسلّط الضوء على نظرتنا إلى حركة الجسد في هذه المدينة، هو عودة إلى تحديد علاقتنا بالتراث والقيم الاجتماعية والعادات اليومية. بيتنا هو لقاء أو دعوة لتأكيد الاختلاف، لتلمس الأشكال والحالات التي طبعت الماضي وللبحث عن إيقاع حي يجمعنا». «بيتنا» من إنتاج أربعة مهرجانات أوروبية وسيقدم في فيينا ثم فرنسا قبل الانطلاق من بيروت ومنها ينطلق في جولة أوروبية إلى إيطاليا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ». كما تحدثت مصممة الرقص دانيا حمود عن عرضها «يداي تكبراني سناً» قائلة: «إنها كوريغرافيا توتّرات، تستعرض العلاقة بين أجساد الذين يعيشون اليوم حالة حذر مستمر. وجّهنا أنظارنا نحو أفعال القتل الخاصة بنا، الجرائم الماضية والآتية. هذه الأفعال التي ننكرها، الدائمة التكرار والتي تولّد الأفعال المقبلة. في محاولة لخلق فضاء مكثّف، عملنا على كلّ تفصيل كحدثٍ بحد ذاته، كاشفين عن عنفنا من خلال الحركة، المسافة (ات) والنظر».