تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس، احتواء أي تحرّك في تايوان في اتجاه الاستقلال رسمياً. تصريحات شي هي الأولى منذ انتخاب تساي إنغ ون رئيسة لتايوان، وتحقيق حزبها التقدمي الديموقراطي فوزاً ساحقاً في الانتخابات النيابية التي نُظمت مطلع السنة. وخلال لقائه نواباً من شنغهاي، خلال الاجتماع السنوي للبرلمان، أشار شي إلى خسارة إمبراطورية تشينغ تايوان عام 1895 لمصلحة اليابان التي حكمت الجزيرة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال: «سنحتوي بعزم النشاطات الانفصالية (لاستقلال تايوان) بأي شكل، ونحمي سيادة بلادنا ووحدة أراضيها، ولن نسمح أبداً بالمأساة التاريخية لانقسام البلاد أن تحدث مرة أخرى. هذه هي الرغبة المشتركة والإرادة الحازمة للشعب الصيني. هذا هو التزامنا الرسمي ومسؤوليتنا تجاه التاريخ والشعب». وشدد شي على أن سياسة بكين تجاه تايبه واضحة ومنسجمة و «لن تتغيّر بتغيّر الوضع السياسي في تايوان»، وأضاف: «يأمل مواطنونا على جانبَي مضيق تايوان، بالتنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، وعلينا ألا نخيّب أملهم». واعتبر أن على الجانبين تعميق التكامل الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز «الشعور بمجتمع مصيره مشترك». وكانت تساي أعلنت أنها ستحافظ على السلام مع بكين، ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عنها تعهدها الحفاظ على «الوضع الراهن». لكن كثيرين في الصين يشعرون بريبة شديدة من تساي، وخلال لقاء على هامش اجتماعات البرلمان، قال لين شيان شون، وهو ضابط في الجيش الصيني انشق عن تايوان عام 1989، إن تساي «متآمرة» تريد الاستفادة من العلاقات الاقتصادية مع الصين وفي الوقت ذاته تتطلع إلى استقلال تايوان. وشهدت السنوات الثماني الماضية هدوءاً بين الصينوتايوان، بعد انتخاب ما يينغ جيو رئيساً للجزيرة عام 2008، ثم إعادة انتخابه لولاية ثانية. ووقّع ما اتفاقات اقتصادية مع بكين، وعقد اجتماعاً تاريخياً مع شي في سنغافورة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. على صعيد آخر، أعلنت الشرطة في هونغ كونغ أن ناشراً ثانياً كان مفقوداً وتبيّن أنه كان محتجزاً في الصين، عاد الى المدينة أمس. وكان تشونغ تشي بينغ بين خمسة ناشرين من هونغ كونغ متخصصين في المطبوعات التي تتناول قادة الصين، اختفوا العام الماضي وظهر أحدهم في المدينة الجمعة الماضي. وأشارت الشرطة إلى أن «تشونغ تشي بينغ طلب من الشرطة إلغاء القضية المتعلقة باختفائه، وقال إنه لم يطلب أي مساعدة من إدارة هونغ كونغ أو من الشرطة، كما رفض كشف أي تفاصيل أخرى». وكان ناشران آخران، هما جوي مين هاي ولي بو خارج البر الرئيس للصين عند اختفائهما. وظهر جوي على التلفزيون الرسمي في كانون الثاني (يناير)، و «اعترف» باكياً بأنه كان يقود سيارته وهو مخمور، ما أدى الى قتل شخص قبل عشر سنين. ثم ظهر على التلفزيون الصيني الشهر الماضي مع ثلاثة من الناشرين، ليؤكدوا للمرة الأولى أنهم محتجزون بسبب «تجارة غير مشروعة في الكتب» في البر الرئيس. لي الذي يحمل جواز سفر بريطانياً، قال لشبكة تلفزة صينية الأسبوع الماضي إن السلطات الصينية لم تخطفه كما يعتقد كثيرون، مشيراً الى انه تسلّل في شكل غير قانوني الى الصين ومعلناً أنه سيتخلى عن جنسيته البريطانية. وأثار اختفاء الناشرين مخاوف من سعي بكين الى إضعاف الحريات الواسعة التي تتمتع بها هونغ كونغ، في إطار مبدأ «بلد واحد ونظامين» الذي يحكم المدينة، منذ أن استعادتها الصين من بريطانيا عام 1997. إلى ذلك، حض تشانغ ده جيانغ، ثالث أبرز قيادي في الحزب الشيوعي الحاكم، هونغ كونغ على «الامتناع عن تسييس كل شيء» والتركيز على دمج اقتصادها مع اقتصاد الصين. يأتي ذلك بعد يوم على تعهد رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ تقديم مزيد من الدعم الاقتصادي للإقليم، علماً أن وسائل إعلام صينية حمّلت «انفصاليين متشددين» مسؤولية شغب شهدته هونغ كونغ الشهر الماضي، واتهمتهم بالسعي إلى زعزعة استقرارها. على صعيد آخر، أعلن الحزب الشيوعي أنه عاقب حوالى 300 ألف مسؤول دينوا بالفساد العام الماضي. وأشار إلى أن 200 ألف منهم أعطوا عقوبات خفيفة، فيما فُرضت عقوبات صارمة على 82 ألفاً، بما في ذلك خفض رتبهم.