تساءل العراقيون عن نية الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اقتحام المنطقة الخضراء، طوال اليومين الماضيين، ووصلت التساؤلات إلى هذه المنطقة التي تضم مكاتب ومساكن كبار المسؤولين والبعثات الديبلوماسية والشركات. لكن الصدر قال لأنصاره امس ان الدخول إليها «لن يكون هذا الأسبوع»، ولم يحدد تاريخاً لذلك. (للمزيد) وشارك عشرات الآلاف في تظاهرة حاشدة وصلت، على رغم إغلاق الجسور والشوارع إلى مدخل المنطقة الخضراء الرئيسي، وتوقفوا هناك، بعد ساعات من احتكاكات مسائية بين مقاتلين تابعين للصدر (سرايا السلام) والقوى الأمنية المسؤولة عن حماية المنطقة، وراجت معلومات عن تعرض الصدر لتهديد بالقتل وأنه لهذا السبب لم يشارك في الاحتجاجات. وكانت تظاهرة أمس سلمية ولم يسجل خلالها أي حادث يذكر، وانتهت بانسحاب المشاركين فيها من أمام المنطقة الخضراء، كما وقف مئات الآلاف في محيط الحكومات المحلية في محافظات الجنوب. الأجواء داخل المنطقة الخضراء، لم تكن مختلفة عن خارجها، قبيل التظاهرة، والمخاوف عززتها إجراءات أمنية غير مسبوقة، لكن كل ذلك لم يكن ليمنع المتظاهرين من دخولها لو أمرهم الصدر. وقال مسؤول سياسي ل «الحياة»، إن «حجم هذه الأزمة مرتبط بإدراك الجميع قدرة الصدر فعلاً على اقتحام المنطقة الخضراء وإعلان التغيير بالقوة، ليس لأنه يملك الإمكانات العسكرية لذلك فحسب، بل لأن السخط الشعبي يتزايد في شكل مخيف، وفي اعتقادي ان أي عنصر من الوحدات الخاصة بحماية المنطقة لن يجازف بفتح النار على المتظاهرين إذا قرروا اقتحامها». هذه المخاوف تعكس طبيعة المأزق الحكومي، ويبدو ان الصدر يدرك حجم امكاناته لذا يبقي خيار الاقتحام مطروحاً، لكنه قال في بيان ان ذلك «لن يكون هذا الاسبوع». وطالب في خطاب متلفز الوزراء بتقديم استقالاتهم وتشكيل حكومة «تكنوقراط» جديدة. وأعلن أن «التظاهرات ليست لإزاحة حزب عن السلطة وجلب حزب آخر، إنما لتخليص العراق من الذين يتلاعبون بمقدرات شعبه». واتهم «الحكومة بالفشل في كل المهمات التي أوكلت إليها». وقال أدعو «الأطراف السياسية، لا سيما البرلمانية منها، إلى الحوار لإزاحة الحكومة وفسادها وإيجاد بديل لها». وشدد على ضرورة «إعطاء الفرصة لأكفاء مختصين، وتنحي كل الذين أوصلوا العراق الى الهاوية لا سيما الأحزاب المتنفذة، ولا استثني احداً حتى المقربين». وكانت كتلة «التحالف الوطني» الشيعية اجتمعت قبل أيام في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة، لكن المجتمعين فشلوا في الاتفاق على تسوية تضمن تنفيذ دعوة الصدر الى تشكيل حكومة جديدة. وقال مقربون من الصدر ان اللجنة التي شكلها لاقتراح وزراء غير حزبيين، ستعلن الأسماء قريباً، ملمحين إلى أن رفض هذا الحل قد يدفع الصدر إلى خطوات تصعيدية.