استيعاب نقلة الاحتراف بشكلها ومضمونها لا يزال قاصراً في وسطنا الرياضي الذي يسوق للصفقات الانتقالية بحسب ميوله وأهدافه فقط. الأهلي غاب عن الساحة فترة طويلة وحضر هذه الأيام، فقامت الدنيا ولم تقعد، نعم غاب الأهلي عن الصفقات الموسمية، بعد أن كان هو صاحب الزعامة وصاحب أفضل صفقات في تاريخ الكرة السعودية، وكان يتربّع على القمة وحده وينظر للمنافسين من شرفات منصة 10 كؤوس أتت عندما كان الفريق يمتع ويبدع بتوليفته الرائعة، في السنوات الأخيرة اقتصر الاستقطاب على عدد محدود من اللاعبين المغمورين بمن فيهم النجم الكبير مالك معاذ الذي لمع بسرعة في الأهلي ثم اختفى وقد يعود الموسم المقبل، كما جلب الأهلي قبل موسمين 11 لاعباً لم ينجح منهم أحد، الموسم الحالي بدأ يحسن اختيار الصفقات في إشارة واضحة إلى انتزاع حقه المشروع للدخول على الخط مع الآخرين في زمن الاحتراف تحت الشمس. في الوحدة شق جيوب ولطم خدود واعتراض على صفقتي الموسى والمر، وفي الاتفاق تنافر وتلاسن في انتظار صفقات أهلاوية متوقعة من البيت الاتفاقي، الأهلي يتحرك وفق لوائح الاحتراف، وشرفيو الوحدة والاتفاق لا يدفعون ولا يلتزمون الصمت. الدعجاني فضح المستور من خلال صحيفة «الحياة»، عندما أشار إلى توجّه خفي من رئيس الوحدة الكعكي لبيع عقود أبرز نجوم الفريق، وتم استعراض ذلك في «مساء الرياضية»، واتضحت الرؤيا في ما بعد، وكان أمام شرفي الوحدة متسع من الوقت للمحافظة على مكتسبات النادي أم تشدقهم بعد أن طارت الطيور بأرزاقها، فالمقصود بذل ميولهم المعاكسة لتيار الرئيس فقط. في الاتفاق، الأمور واضحة للعيان بعد ظهور أمين النادي أحمد الدوسري واعترافه بقصور الدعم المالي الشرفي، ولا يزال الوقت متاحاً لهم للمحافظة على أهم أوراق الفريق الفنية قبل رحيلهم، ولا يزال الرئيس الخلوق عبدالعزيز الدوسري ينتظر وقفة رجال الاتفاق دون استجداء. شرفيو الوحدة انتظروا حتى وقع الفأس في الرأس ثم تحركوا بعد خراب مالطة، وشرفيو الاتفاق يستعدون بضربات استباقية أو اعتراضية وقد يوفقون في عودة الوفاق للاتفاق وقد يخسرون كل شيء كما حصل للنهضة الذي خرج من بوابة المنافسة التقليدية ولن يعود بسهولة. زمن الاحتراف يعترف بالمال ولا يعترف بالجعجعة، وعلى رئيس كل ناد البحث عن موارد مالية تقيه ذل استجداء الشرفيين أو يدعم من جيبه أو يترك الجمل بما حمل. [email protected]