قتلت الشرطة التركية في إسطنبول أمس، امرأتين تنتميان إلى تنظيم يساري متطرف، اختبأتا في مبنى بعدما هاجمتا مركزاً للشرطة. وأظهرت كاميرا أمنية المرأتين وهما تطلقان النار على باص للشرطة أمام مركز لوحدة مكافحة الشغب في حي بيرم باشا، وتلقيان قنبلة يدوية، قبل شنّهما هجوماً كما يبدو على المركز. لكن القنبلة اليدوية لم تنفجر. وردّت الشرطة بإطلاق النار، فأصابت إحداهما، قبل أن تفرّ المرأتان من مكان الحادث بواسطة سيارة، وتحتميا في مبنى يبعد مسافة وجيزة من مركز الشرطة. لكن قوات خاصة من الشرطة حاصرت المبنى سريعاً، ونفّذت عملية دهم، بعدما تجاهلت المرأتان اتصالَين لحضهما على الاستسلام، وأطلقتا النار على الشرطيين. وأعلن محافظ إسطنبول وصيب شاهين مقتل المهاجمتين خلال العملية، مشيراً إلى جرح شرطيَّين. ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء عن مصادر في الشرطة إن المرأتين هما سيغديم ياكسي وبيرنا يلماز اللتان تنتميان إلى حزب «الجبهة الثورية لتحرير الشعب» اليساري المتطرف المحظور. ووَرَدَ في بيان نشر موقع إلكتروني مقرّب من الجبهة أن التنظيم أعلن مسؤوليته عن الهجوم في إسطنبول، ووجّه «تحية إلى مقاتلتين شجاعتين من أجل الحرية، واللتين حملتا معركة تحرير الشعب على كتفيهما». وشنّت الجبهة هجمات مشابهة على مراكز للشرطة، غالبيتها في ضواحي إسطنبول. وفي آب (أغسطس) الماضي، تبنّت هجوماً شنّه مسلحان، إذ فتحا النار على شرطيين أمام مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في إسطنبول، في حادث لم يوقع إصابات. وشنّت الجبهة منذ سبعينات القرن العشرين، هجمات استهدفت ممثلين للدولة التركية والرأسمالية والمصالح الأميركية. وتشهد تركيا حال تأهب، بعد تفجيرات انتحارية أوقعت 145 قتيلاً منذ تموز (يوليو) الماضي، نسبتها السلطات إلى تنظيم «داعش»، بما في ذلك مقتل 12 سائحاً ألمانياً في إسطنبول في 12 كانون الثاني (يناير) الماضي. وقُتل 29 شخصاً في 17 شباط (فبراير) الماضي، بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف آليات عسكرية وسط العاصمة أنقرة، وتبنّاه تنظيم «صقور الحرية في كردستان» القريب من «حزب العمال الكردستاني». واتهمت الحكومة التركية «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، بالتورط بالهجوم. في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي مقتل ثلاثة من جنوده وعشرة من مسلحي «الكردستاني»، خلال اشتباكات في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية من الأكراد، علماً أن تجدّد القتال في المنطقة أوقع مئات القتلى، منذ انهيار وقف للنار الصيف الماضي، أطاح تسوية سلمية توصلت إليها الحكومة مع زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان في سجنه. وكانت الشرطة التركية أطلقت الأربعاء غازاً مسيلاً للدموع واستخدمت خراطيم مياه في منطقة سور في دياربكر، أبرز مدن جنوب شرقي البلاد، لتفريق مئات من المتظاهرين احتجّوا على العمليات الأمنية التي ينفذها الجيش.