أطلقت امرأتان النارعلى مبنى القنصلية الأمريكية في أسطنبول أمس وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في موجة من الهجمات المنفصلة على قوات الأمن التركية بعد أسابيع من إطلاق تركيا حملة ضد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد وعناصر من اليسار المتطرف. وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في حالة تأهب قصوى منذ أن بدأت ما وصفه مسؤولون بأنها «حرب منسقة على الإرهاب» الشهر الماضي، التي شملت توجيه ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في سوريا ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بالإضافة إلى اعتقال مئات من المشتبه بهم في الداخل. وأعلنت جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية المتطرفة التركية تنفيذ أحد أعضائها الهجوم على القنصلية الأمريكية في أسطنبول أمس قائلة في بيان على موقعها على الإنترنت إن الولاياتالمتحدة «عدو لدود» لشعوب الشرق الأوسط والعالم. وتصنف الولاياتالمتحدةوتركيا الجبهة على أنها منظمة إرهابية. وكانت الجبهة قد أعلنت من قبل مسؤوليتها عن هجمات مشابهة منها تفجير انتحاري عند السفارة الأمريكية في أنقرة عام 2013 أسفر عن مقتل حارس أمن تركي. وأغلقت الشرطة المسلحة ببنادق آلية الشوارع حول مبنى القنصلية الأمريكية في حي ساريير على الجانب الأوروبي من مدينة أسطنبول بعد الهجوم. وقال شاهد عيان يدعى أحمد أكاي إن إحدى المرأتين أطلقت أربعة أو خمسة أعيرة نارية على مسؤولي الأمن وضباط القنصلية. وأضاف «صاحت الشرطة قائلة لها (ألقي حقيبتك.. ألقي حقيبتك)، وكانت المرأة تقول (لن أستسلم)». وتابع «حذرتها الشرطة مرة أخرى (ألقي حقيبتك وإلا سنضطر لإطلاق النار عليكِ) وقالت المرأة (أطلقوا)». وقال مكتب حاكم أسطنبول إنه جرى اعتقال إحدى المرأتين في وقت لاحق بعد إصابتها. وذكرت وكالة دوجان للأنباء أن المرأة، التي اعتقلت تبلغ من العمر 51 عاماً وقضت حكماً بالسجن للاشتباه في انتمائها إلى جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية المتطرفة. وذكر مسؤول في القنصلية الأمريكية «نعمل مع السلطات التركية للتحقيق في الحادث. القنصلية العامة لا تزال مغلقة أمام الجمهور حتى إشعار آخر». وقالت الشرطة إنه في الجانب الآخر من أسطنبول استخدمت مركبة محملة بالمتفجرات في هجوم على مركز للشرطة ما أسفر عن إصابة ثلاثة من رجال الشرطة وسبعة مدنيين. وقال مكتب حاكم أسطنبول إن أحد المهاجمين قتل خلال التفجير في حين لقي اثنان آخران وضابط شرطة حتفهم في تبادل لإطلاق النار لاحقاً. وقالت قناة (سي.إن.إن ترك) التليفزيونية إن الضابط القتيل من خبراء المفرقعات الذين أرسلوا إلى المكان للتحقيق في الهجوم. واستمرت الاشتباكات حتى صباح أمس في حي سلطان بيلي الواقع على الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور، الذي يقسم أسطنبول. ونفذت الشرطة عدة مداهمات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجومين، لكن بعثات دبلوماسية أمريكية ومراكز الشرطة كانت هدفاً لهجمات منظمات من اليسار المتطرف في تركيا في الماضي. وأعلنت جبهة جيش تحرير الشعب -التي اعتقلت السلطات بعض أعضائه في الأسابيع الأخيرة- مسؤوليتها عن تفجير انتحاري عند السفارة الأمريكية في أنقرة في 2013، الذي أدى لقتل حارس أمن تركي. كما تصاعد العنف بين قوات الأمن ومَنْ يشتبه في أنهم مقاتلون أكراد في جنوب شرق البلاد، الذي تقطنه غالبية كردية. وقال مكتب حاكم إقليم شرناق في جنوب شرق تركيا إنه تأكد من مقتل أربعة من رجال الشرطة، كما أصيب آخر في هجوم بمتفجرات مزروعة على الطريق نفذه مقاتلون أكراد. وقال الجيش التركي في بيان أمس إن جندياً قتل عندما فتح مقاتلون أكراد النار على طائرة هليكوبتر عسكرية في هجوم آخر بإقليم شرناق. وأضافت مصادر أمنية أن سبعة جنود على الأقل آخرين أصيبوا في الهجوم الذي وقع بعد إقلاع الطائرة. وشن الجيس حملة جوية ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق يوم 24 يوليو تموز بعد تصاعد في هجمات المقاتلين.