استغلت القوات النظامية السورية اليوم الخامس للهدنة لتعزيز وضعها الميداني أكثر في مواجهة المعارضة، وشنّت هجوماً جديداً في ريف اللاذقية الشمالي يمكن أن يسمح لها، في حال نجاحه، بتهديد آخر معاقل المعارضين في جبل الأكراد وفتح منفذ منه نحو جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. وتزامن ذلك مع إعلان موسكو رفضها تمسك المعارضة السورية بتحديد فترة زمنية للهدنة، وتأكيدها أن الاتفاق الروسي- الأميركي «لا سقف زمنياً له». واعتبرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، أن «الإشارات المتتالية التي تنقلها وسائل إعلام عن أطراف سورية في خصوص تحديد سقف زمني للهدنة... ليست مقبولة». وأعربت عن أملها بأن «تبقى التصريحات الأميركية حول وجود «خطة ب» بديلة للاتفاق الروسي- الأميركي كلاماً فقط»، داعية «الشركاء الأميركيين» إلى الوفاء بالالتزامات التي أخذوها على عاتقهم. وصدر الموقف الروسي في وقت وزّع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» تصريحاً لرئيسه خالد خوجة قال فيه إن «الهدنة التي تمت الموافقة عليها من المعارضة ذات مدة موقتة، لإفساح المجال أمام الحل السياسي، وإن استخدام الاحتلال الروسي والنظام اتفاقَ الهدنة غطاءً لتصعيد الحل العسكري يشكّل عائقاً خطيراً أمام عملية التسوية السياسية ويتحمل عواقب ذلك الاحتلال الروسي والإيراني والنظام على حد سواء». وأكد خوجة أن «الهيئة العليا للمفاوضات» وافقت على الهدنة على أساس القيام ب «المزيد من الإجراءات للدفع بمسار العملية السياسية، وخصوصاً في ما يتعلق بوقف القصف والعمليات العدائية وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين». كذلك شكك عضو «هيئة المفاوضات» جورج صبرا في تصريحات ل «العربية الحدث»، أمس، في مواعيد استئناف محادثات السلام السورية التي تدعمها الأممالمتحدة، وقال: «ما لم تساعد الهدنة على تنفيذ هذه البنود (الإنسانية من قرار الأممالمتحدة) تبقى كل المواعيد لاستئناف المفاوضات مواعيد فرضية». وأضاف: «ما قيمة الهدنة إذا لم يقم المشرفون عليها، وأعني الروس والأميركيين، بدفع جميع الأطراف على الالتزام بها؟». ميدانياً، أقرت «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس، بمقتل 43 من عناصرها خلال صدهم هجوم تنظيم «داعش» على بلدة تل أبيض على الحدود مع تركيا مطلع الأسبوع. وقال ريدور خليل المسؤول بوحدات حماية الشعب، إن الوحدات انتشلت 140 جثة لعناصر «داعش» قتلوا في المعركة التي بدأت السبت وانتهت الإثنين. وفي ريف اللاذقية الشمالي، شنت قوات النظام هجوماً جديداً على قرية كبانة التي تُعتبر أحد آخر معاقل المعارضة في جبل الأكراد. ويعني سقوط كبانة، إذ ما حصل، أن النظام بات على مشارف ريف جسر الشغور في محافظة إدلب المجاورة، وقلّص وجود المعارضة أكثر في ريف اللاذقية، واقترب من الحدود الشمالية مع تركيا، حليفة المعارضين وخط إمدادهم الخلفي. وفي واشنطن، قال جوش ارنست الناطق باسم البيت الأبيض إن هدنة سورية أدت إلى زيادة في توزيع المساعدات الإنسانية. وأضاف: «هدفنا هنا أن وقف العمليات العدائية سيسمح، كما نأمل، في تدفق أكثر تواصلاً للمعونات الإنسانية للتجمعات السكانية التي تعاني من احتياج شديد». وتابع أن البيت الأبيض رصد أيضاً تراجعاً في الضربات الجوية ضد المعارضة والمدنيين في الأيام الماضية.