أقرّ القيادي الإصلاحي محمد رضا عارف، بأنه فوجئ ب «نتائج مذهلة» حققها تياره في انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني التي نُظمت الجمعة الماضي، بالتزامن مع انتخابات مجلس خبراء القيادة. عارف، الذي رأس القائمة الائتلافية في طهران بين الإصلاحيين وأنصار الرئيس المعتدل حسن روحاني والتي فازت بالمقاعد الثلاثين في العاصمة، قال لصحيفة «اعتماد» المؤيدة للإصلاحيين: «صُعقت عندما شاهدت نتيجتها المذهلة، إذ تصوّرت أن 20 من مرشحينا سينالون الأصوات اللازمة لا أكثر». وحض «الجميع» على «تفهّم حقيقة النتائج وتحليلها»، معتبراً أنها «تحمل رسالة سياسية». وتابع: «لم أتصوّر أبداً أن يفوز تيارنا في الانتخابات، وعلينا الآن تنفيذ ولو جزء من الوعود التي قطعناها للشعب أثناء الحملة، والعمل لخدمته». ووجّه روحاني رسالة إلى وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، ورد فيها أن الانتخابات «عكست أفقاً جديداً للوحدة بين الشعب والحكومة». ولفت إلى أن «الأمّة حقّقت ملحمة من خلال مشاركتها في الاقتراع، على رغم قيود على مرشحين بواسطة (بتّ مجلس صيانة الدستور) بأهليتهم، ما خفّض عددهم». ودعا إلى «تعزيز الشفافية في كل المراحل، لقطع الطريق أمام فرض مزاج شخصي». وتحدث رحماني فضلي عن برلمان «متوازن»، لافتاً إلى أن «تركيبته ستتألف من ثلاثة أضلاع: الأصوليون، الإصلاحيون والمعتدلون، والمستقلون». وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية محمد حسين مقيمي انتخاب 221 مرشحاً، بينهم 14 امرأة، في الدورة الأولى من الانتخابات النيابية، مشيراً إلى أن 138 مرشحاً، بينهم 9 نساء، سيتنافسون على 69 مقعداً في الدورة الثانية. ويحرص التياران الإصلاحي والأصولي على وضع خريطة سياسية لنتائج الانتخابات النيابية، إذ تداخلت أسماء المرشحين واتجاهاتهم السياسية، بسبب خروج رئيس البرلمان المنتهية ولايته علي لاريجاني وكتلته النيابية المحسوبة على الأصوليين من القائمة الأصولية الموحدة، كما رأس النائب المحافظ البارز علي مطهري، قائمةَ «صوت الشعب» وتحالف مع «قائمة الأمل» الإصلاحية. ووفقاً لهذه القوائم، توزّعت كتلة لاريجاني على «قائمة الأمل» والمستقلين وأنصار الحكومة، فيما آثر مرشحون من التيارين الإصلاحي والأصولي خوض الانتخابات تحت يافطة المستقلين وأنصار الحكومة. واستناداً إلى هذه التركيبة المعقدة للمرشحين، تعدّدت قراءات النتائج، إذ اعتبرت صحيفة «كيهان» المتشددة أن الأصوليين فازوا ب48 في المئة من المقاعد، في مقابل 30 في المئة للإصلاحيين و5 في المئة للمعتدلين و17 في المئة للمستقلين. لكن صحيفة «إيران» التي تديرها الحكومة تجاهلت توجّهات المرشحين، في قراءتها للقوائم الانتخابية، مشيرة إلى أن «قائمة الأمل» حصدت 40 في المئة من المقاعد، في مقابل 29 في المئة للأصوليين، و5 في المئة لقائمة «صوت الشعب». أما المرشحون الذين لم تُدرج أسماؤهم في أيّ من القوائم الرئيسة، فنالوا 24 في المئة من المقاعد، إضافة إلى 4 في المئة للأقليات الدينية. وتُظهِر هذه القراءة التي تبدو أكثر واقعية، أن الإصلاحيين وأنصار روحاني حصدوا أكثرية المقاعد في الدورة الأولى، بفوز 87 من مرشحي «قائمة الأمل»، و64 من الأصوليين، و53 مستقلاً. وافترضت هذه القراءة أن الأسماء المشتركة بين قائمتَي «صوت الشعب» والأصوليين، تُحتَسب ضمن القائمة الأصولية، وأن الأسماء المشتركة بين قائمتَي «صوت الشعب» و «الأمل» تُحتَسب ضمن الإصلاحيين. وبين المرشحين ال138 الذي سيخوضون الدورة الثانية المرتقبة في نيسان (أبريل) المقبل، 34 من «قائمة الأمل» و35 من القائمة الأصولية و9 من «صوت الشعب»، إضافة إلى 60 مستقلاً.