بانكوك - أ ف ب، رويترز - تواصلت اعمال العنف المتفرقة بين المتظاهرين المناهضين للسلطة في تايلاند والقوات الحكومية في بانكوك أمس، بالتزامن مع وفاة المستشار العسكري ل «القصمان الحمر» الجنرال خاتيا ساواسديبول بعد اربعة ايام على اصابته برصاصات أطلقها قناص لدى وجوده في موقع الاعتصام وسط العاصمة. وارتفع عدد القتلى الى 35 منذ الخميس الماضي والى 66 قتيلاً منذ بدء الازمة في 12 آذار (مارس) الماضي، بينهم أول جندي سقط في اشتباكات اندلعت في منطقة سيلوم رود التجارية، فيما ألحق قتال عنيف اضراراً بالغة بفندق «دوسيت تاني» الذي يواجه مباشرة حواجز أقامها المحتجون حول مخيمهم الذي يمتد مساحة 3,5 كيلومتر. وفيما سجلت حركة محدودة جداً في بانكوك، حيث بقيت المدارس مغلقة وتوقفت وسائل النقل العام، انقضت مهلة حددتها الحكومة منتصف النهار لإخلاء موقع الاحتجاج، ما دفع ساتيت ونغنونغتاي، الوزير الملحق بمكتب رئيس الوزراء، الى اعلان ان الجيش «سيفرق المتظاهرين بالقوة في اسرع وقت»، مضيفاً ان الوحدة التي شكلتها الحكومة لمعالجة الازمة «ستشرح للناس الوضع بعد انتهاء العملية»، علماً انه أكد ان اولئك الذي سيبقون في موقع الاعتصام سيعتبرون مخالفين للقانون وقد يحكم عليهم بالسجن سنتين. ولم توضح الحكومة التي قدرت عدد المتظاهرين بستة آلاف طبيعة التحركات التي تنوي تنفيذها بعد انقضاء المهلة، فيما حض احد قادة «القمصان الحمر» وينغ توجيراكارن المتظاهرين على «الحفاظ على معنوياتهم العالية»، معتبراً انهم «سينتصرون قريباً». وأضاف: «الحكومة مصممة على قتل اولئك الذين يحاربون من دون اسلحة. رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا يريد سقوط مزيد من القتلى». وأبدى بعضهم تصميماً على «القتال حتى الموت» بعدما نصبوا اسلاكاً شائكة وإطارات حول موقع تحصنهم. لكن وقف امدادات المياه والكهرباء ومواد الغذاء الذي قررته السلطة منذ الجمعة يجعل وضع المتظاهرين اكثر صعوبة. وأول من امس، اقترح قادة «القمصان الحمر» بدء «محادثات مع الحكومة بإشراف الاممالمتحدة. وهو ما رفضته بانكوك على الفور قبل ان يصرح الناطق باسم الحكومة بانيتان واتاناياجورن أمس بأن السلطات ستدرس إجراء حوار مع المحتجين لإنهاء الأزمة في البلاد، إذا أبدى المحتجون صدقهم تجاه المصالحة وأوقفوا هجماتهم وأنهوا الوضع الحالي. وإثر تبلغهم نبأ وفاة الجنرال ساواسديبول (58 سنة) الملقب ب «سيه دينغ»، وقف آلاف المتظاهرين دقيقة صمت حداداً. وقال احد قادة «القمصان الحمر» جاتوبورن برومبان: «لقد كان جنرالاً لكنه قاتل الى جانبنا من اجل الديموقراطية». وكان الجنرال يتمتع بشعبية واسعة لدى «القمصان الحمر» وكلف فعلياً عمليات الامن في معسكرهم، على رغم حذر بعض قادة الحركة تجاهه، خصوصاً انه اتهم بعض قادة «الحمر» الثلثاء الماضي، أي قبل يومين من اطلاق النار عليه، بالتآمر مع الحكومة. أما السلطات فتعتبره خائناً، وتتهمه بالوقوف خلف تنفيذ عشرات العمليات لإلقاء قنابل يدوية في بانكوك خلال الاسابيع الاخيرة. ويتردد اسم خاتيا على الألسن، وهو مؤلف حقق أفضل مبيعات. وسبق أن هدد بإلقاء ثعابين سامة وقنابل على المتظاهرين الموالين للحكومة من اصحاب «القمصان الصفراء». وفاخر بمعاركه ضد المتمردين الشيوعيين وعلاقته الوثيقة مع رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا والذي ينظر إليه على انه الزعيم الفعلي لأصحاب «القمصان الحمر». وصرح خاتيا قبل مقتله: «لو كان الامر بيدي لواصلنا القتال حتى كانون الاول (ديسمبر) المقبل، او حتى زج رئيس الوزراء في السجن»، مؤكداً عدم الحاجة الى أسلحة ثقيلة، «اذ ان بقاءنا على هذا الحال سيمنعهم من إبعادنا. كما ستصبح ثورة شعبية حقيقية، لأننا لن نحقق مرادنا من دون قتال».