باريس - أ ف ب - تشهد مياه بحيرة تانغانيكا، ثاني أقدم وأعمق بحيرة في العالم، أعلى درجة حرارة منذ 1500 سنة، ما يهدد الصيد الذي يعتمد عليه ملايين الأشخاص في حياتهم. وجاءت هذه النتيجة بعد أخذ عينات من طبقات من الرواسب في قعر البحيرة التي تشير الى تغير المناخ على مر القرون. وأوضح علماء في مجلة «نيتشر جيوساينس» أن حرارة مياه سطح تانغانيكا هي الآن بحدود 26 درجة مئوية، وهو «مستوى غير مسبوق منذ العام 500 بعد الميلاد». وتسارع الاحترار في أواخر القرن العشرين، وهذا يتطابق مع بيانات كثيرة من مواقع أخرى تشير الى مسؤولية النشاط البشري ومفعول الدفيئة. ومع ارتفاع حرارة المياه تشهد البحيرة تراجعاً في نشاطها الحيوي. فعندما ترتفع حرارة الطبقات السطحية يصعب على التيارات الباردة اختراقها، والأخيرة تنبع من عمق البحيرة حاملة معها مغذيات حيوية للحلقة الأولى في السلسلة الغذائية. وقد تتأثر أنواع الأسماك التجارية بهذا الأمر. وقال اندرو كوهين، الأستاذ في علم الجيولوجيا في جامعة أريزونا، الذي شارك في دراسات على الأرض في 2001 و2004 إن «الناس في وسط أفريقيا الجنوبي يعتمدون على الأسماك في بحيرة تانغانيكا كمصدر أساس للبروتين». وأوضح أن «هذا المصدر مهدد بالاحترار غير المسبوق للبحيرة منذ نهاية القرن التاسع عشر والتراجع في إنتاجية البحيرة العائد الى هذه الظاهرة». ويعتمد نحو عشرة ملايين شخص في بوروندي وتنزانيا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية على البحيرة للحصول على مياه الشفة ولصيد الأسماك التي يتم اصطياد 200 ألف طن منها سنوياً، خصوصاً السردين. وفي دراسة منفصلة أصدر عالمان سويسريان مجموعة من التحذيرات حول الأخطار التي تهدد حوض البحر المتوسط جراء الاحترار المناخي. وكانت دراسات سابقة أشارت الى أن شبه الجزيرة الايبيرية والدول الأوروبية المطلة على المتوسط معرضة لموجات حر قوية والى مشاكل في المياه بالاستناد الى ميول الاحترار المناخي الحالية. وتوقع اريك فيشر وكريستوف شاير من جامعة زيوريخ التقنية أن عدد الأيام التي ستشهد موجات حر سيرتفع من يومين كمعدل وسطي في الصيف بين 1961 و1990 الى 13 يوماً خلال الفترة الممتدة بين 2021 و2050. أما الفترة الممتدة من 2071 الى 2100 فسيكون ثمة 40 يوماً من الحر الشديد خلال الصيف. وأوضح العالمان انه «بالنسبة إلى تأثير ذلك على الصحة، فإن توقعاتنا الأخطر تشمل أحواض الأنهر المتدنية الارتفاع في جنوب أوروبا وسواحل المتوسط، ما يؤثر في الكثير من المناطق التي تشهد كثافة سكانية في المدن». وفي عام 2003، توفي نحو 40 ألف شخص في موجة حر ضربت أوروبا.