دارت في محافظة الجوف اليمنية، وعلى حدود العاصمة صنعاء، اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى، وسط تأكيد روسي بدعم الشرعية في البلاد. في غضون ذلك، قالت مصادر محلية أن خبيرين إيرانيين قتلا في غارة لطيران التحالف استهدفت سيارة كانا يستقلانها في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية. وذكرت أن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أغار على سيارة من على متنها خبيران إيرانيان، وقياديان من جماعة الحوثي في منطقة الساقية، بمديرية الغيل بمحافظة الجوف شمال البلاد. وأوضحت أن الغارة استهدفت السيارة في تلك المنطقة، باتجاه براقش بالقرب من موقع الصفراء، التي يتجمع الحوثيون فيها، مضيفة «قصفت السيارة التي كانت برفقتها دراجتان ناريتان عليهما مسلحون حوثيون، وعقب الغارة وصل طاقم على متنه أربعة مسلحين، وأثناء وصوله إلى مكان القصف تم استهدافه بغارة ثانية». ووفق المصادر، فإن السيارة التي كان على متنها الخبيران، كانت فيها أيضاً كلاب بوليسية. وقال سكان إن غارات خلال اليومين الماضيين استهدفت مواقع للحوثيين في مديرية خب والشعب بالجوف. وذكروا أن الغارات استهدفت مخزن أسلحة للحوثيين في منطقة «العرفا»، قتل على أثرها أربعة مسلحين حوثيين أيضاً، واستهدفت غارات أخرى أهداف وتجمعات في مديرية الغيل. وفي محافظة البيضاء (وسط البلاد) قال مصدر محلي ل «الحياة» أن مدنيين اثنين قُتلا وأُصيب ثالث من أسرة واحدة في هجوم أمس للحوثيين على منزلهم في مديرية مكيراس البيضاء. وأوضح أن عدداً من مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح هاجموا منزل أحمد صومل في مدينة مكيراس، بناءً على بلاغ كيدي ضدهم. وأضاف أن المسلحين وصلوا لمنزل صومل، وهناك نشبت بينهم وبين نجل صومل بسام، مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالنيران، وأدى ذلك إلى مقتل أحد المسلحين. وقال المصدر «طوّق الحوثيون المنزل ووصلت تعزيزات لهم، وخاضوا مواجهات مع صومل ونجليه بسام (21 سنة) ومحمد (15 سنة) الذين تحصنوا بالمنزل، واستمرت المواجهات بين الطرفين، على رغم وجود الأطفال والنساء في المنزل». إلى ذلك، شن طيران التحالف العربي غارات مكثفة استهدفت تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي وقوات صالح، في مناطق متفرقة بمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» أن الطيران قصف مخزناً للسلاح في معسكر اللواء 35 في مفرق المخا الذي تسيطر عليه الميليشيات. واستهدف بغارة أخرى بوابة معسكر خالد الذي كانت تتمركز فيه أطقم ومسلحون حوثيون. وقصف الطيران تجمعات للحوثيين وقوات صالح في معسكر الجند اللواء 22 حرس جمهوري في منطقة الحوبان شرق تعز. وفي السياق ذاته، استهدفت غارة لطيران التحالف جبل العنين غرب جبل حبشي. وتحاول ميليشيات الحوثي وقوات صالح الوصول إلى قرية العنين، وهي قرية في عزلة بلاد الوافي تطل على طريق الربيعي من الجهة الغربية. ويحاول الحوثيون تحقيق نصر إعلامي عبر توسيع رقعة الحرب في أماكن لا توجد فيها المقاومة، ما يدفع الأهالي لصدهم، خشية أن تتحوّل مناطقهم إلى ساحة حرب. وعلى الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده أوقفت مشاريع أقامتها في اليمن، عقب اقتحام الحوثيين العاصمة صنعاء وبعض المدن. والتقى وزير الخارجية الدكتور عبدالملك المخلافي، أول من أمس في موسكو، وزير الخارجية الروسية لافروف في إطار تحرك للخارجية اليمنية، لحث المجتمع الدولي على مساندة الحكومة الشرعية وقطع التواصل مع الانقلابيين. ووفق وكالة سبأ، قال لافروف أن بلاده اضطرت إلى وقف مشاريع في قطاع الكهرباء، وقطاعات أخرى تنموية بعد عمليات «الانقلاب». وتطلع لافروف إلى إعادة التعاون مع الحكومة اليمنية بعد استقرار الأوضاع. وأضاف: «روسيا تقف إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية، ومع تطبيق قرار مجلس الأمن 2216». وعبّر المخلافي عن تطلع الحكومة اليمنية بأن ترسل روسيا رسالة واضحة لتحالف الانقلاب صالح والحوثي بأن العالم موحد في ما يخص اليمن، وأن مسار العملية السياسية واضح الملامح من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، واستكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني باعتبار روسيا ضمن الدول ال 10 الراعية للفترة الانتقالية والتسوية التي انقلب عليها تحالف الحوثي- صالح.