رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم تنتقل من أمين عام سويسري جوزف بلاتر، الذي انتقل عام 1998 من المنصب التنفيذي الحساس إلى قمة السلطة الكروية، إلى أمين عام آخر هو السويسري من أصل إيطالي جياني إنفانتينو، الأمين العام للاتحاد الأوروبي، الذي انتخب في زيوريخ أمس ليكمل ولاية خامسة قصيرة مبتورة لبلاتر، الذي استقال في مطلع حزيران (يونيو) الماضي بعد أربعة أيام على فوزه، قبل أن «يجرفه» سيل الفضائح والفساد الذي هزّ أركان المنظمة العالمية. وحصل اينفانتينو في الجولة الثانية من الانتخابات على 115 صوتاً في مقابل 88 صوتاً للبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة و4 أصوات للأردني الأمير علي بن الحسين ولا شيء للفرنسي جيروم شامباني. وكانت الجولة الأولى من الاقتراع أفضت إلى تقدّم إنفانتينو على الشيخ سلمان بفارق ضئيل (88 صوتاً في مقابل 85)، وحصد الأمير علي 27 صوتاً، علماً أن ماكينة المرشّح البحريني وكواليس الكويتي عضو «فيفا» رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد الصباح، كانت تتوقع أن يحصد المرشح الأردني 14 صوتاً كحد أقصى، وأن تحسم الانتخابات في الجولة الثانية بفارق ضئيل. لكن الأصوات غير المتوقعة التي نالها الأمير علي وغيرها فعلت فعلها لمصلحة إنفانتينو في الجولة الثانية. علماً أن المرشّح الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل، أعلن انسحابه قبل بدء التصويت. وحصل الفرنسي شامباني على 7 أصوات في الجولة الأولى. وأضحى إنفانتينو (45 سنة) الرئيس التاسع ل «فيفا»، وتنتظره مهمات شاقة في ورشة تطبيق التعديلات والإصلاحات التي أقرتها الجمعية العمومية أمس، والتي سيتحوّل فيها المكتب التنفيذي إلى «مجلس قيادة» للاتحاد الدولي، وسيكون إنفانتينو بمثابة رئيس مجلس لإدارته. وبعد لحظات من انتخابه، أوضح إنفانتينو أنه سيعمل مع الاتحادات الوطنية ال209 لإعادة بناء مرحلة جديدة ل «فيفا»، حيث «يمكننا أن نضع الكرة مجدداً في وسط الملعب». وأضاف: «لا يمكنني التعبير عن شعوري في هذه اللحظة، قلت لكم إنني قمت برحلة استثنائية جعلتني ألتقي أشخاصاً رائعين يعشقون كرة القدم ويستحقون أن يكون اتحادنا محترماً جداً. العالم سيحيينا على ما سنفعله لفيفا في المستقبل، ويجب أن نكون فخورين به». وأعلن أنه في 27 شباط (فبراير) «علينا أن نبدأ تطبيق الإصلاحات، ومن خلال القيام بذلك يومياً في الاتحاد الأوروبي أعرف ماذا يعني ذلك: الإدارة الجيدة، الشفافية المالية وهيكلية التغييرات التي تقترح»، واعداً بالتغيير «في القيادة لكن في الوقت المناسب، لأنني أعتقد فعلاً بأنه من المهم عندما تتحدّث عن «فيفا» أن تتكلّم مجدداً عن كرة القدم، وليس فقط عن الأمور التي للأسف تصدرّت العناوين أخيراً». وكان إنفانتينو أطلق وعوداً بمنح الاتحادات الوطنية الأعضاء مبالغ تصل إلى 5 ملايين دولار في فترة ولايته لأربع سنوات (لأنها أموال الاتحادات أساساً). وكشف عن رغبته بتعيين مزيج من النساء وغير الأوروبيين في الاتحاد الدولي، وأميناً عاماً من خارج القارة الأوروبية، التي تحدّر منها آخر 10 أمناء عامين ل «فيفا». وفي الظهور الأخير للمرشّحين أمام أعضاء الجمعية العمومية قبل المباشرة في الاقتراع، اعتمد إنفانتينو طريقة سلفه بلاتر التوجّه بلغات عدة إلى الحضور للتأثير فيهم، فتحدّث بالإيطالية والفرنسية والألمانية والإنكليزية والإسبانية، وطالب بالعمل على تطوير اللعبة في مختلف القارات. وأوضح: «قبل خمسة أشهر لم أكن أفكر بالترشّح للرئاسة وأن أقف أمامكم، لكن أموراً كثيرة حصلت في هذه الفترة، فالاتحاد الدولي يمر بأزمة والظروف صعبة جداً». وزاد: «أمامنا خياران، الهروب أو التصدّي للمشكلة. بالنسبة إلي، الهروب لم يكن أبداً خياراً، كنت دائماً أفضّل أن أقوم بمسؤولياتي وأن أؤدّي ما يجب القيام به لكرة القدم ول «فيفا»، لأنه يحتاج إلى كرة القدم الآن أكثر من أي وقت مضى». وإنفانتينو هو صهر لبنان، فزوجته لينا الأشقر من بلدة بر الخريبة الشوفية، وكانت تعمل سكرتيرة في الاتحاد اللبناني لكرة القدم في عهد رئيسه الدكتور نبيل الراعي والأمين العام رهيف علامة. وتعرّفت إليه في لبنان عام 2001 حين كان ضمن لجنة أوفدها الاتحاد الدولي للاطلاع على الخلافات الناشبة. وتزوجا في العام ذاته، وأنجبا 4 بنات، هن: التوأم أليسيا وصابرينا (13 سنة)، شانيا (11 سنة)، وداليا (5 سنوات).