استبعد رئيس غرفة حائل خالد السيف مشاركة سيدات الأعمال في مجلس إدارة الغرفة في الوقت الحالي، بخاصة أن نسبة سيدات الأعمال تبلغ 5 في المئة فقط. وأكد السيف في حوار ل«الحياة» أن غرفة حائل تقوم بدور كبير في المنطقة من خلال تأسيس عدد من الشركات المساهمة والتنسيق بين الشركاء والمساهمين من أجل انطلاقة قوية، منتقداً ضعف تفاعل رجال الأعمال في المنطقة. وقال: «نحن ينقصنا تفاعل أكبر لمجتمع الأعمال في المنطقة مع ما تقدمه الغرفة من خدمات، لأنه على رغم زيادة الوعي بدور الغرفة وأهميتها في تنمية المنطقة إلا أننا ما زلنا نطمح إلى التفاف رجال الأعمال أكثر حول الغرفة والمشاركة في تفعيل أنشطة لجانها النوعية». وأشار إلى أن العمل في مشاريع المدينة الاقتصادية في حائل يجري على قدم وساق، وسيتم الانتهاء من بنيتها التحتية في المواعيد المقررة والمتفق عليها مع مطوّر المدينة، ويمولها القطاع الخاص بالكامل، ويبلغ حجم الاستثمارات فيها 30 بليون ريال. وهنا نص الحوار: ماذا قدمت الغرفة لمنطقة حائل؟ - قدمت الغرفة منذ إنشائها الكثير للمنطقة ولرجال الأعمال، إذ أسهمت في تأسيس عدد من الشركات المساهمة في المنطقة، خصوصاً في مراحل التأسيس الأولى، ونسّقت بين الشركاء والمساهمين من أجل انطلاقة قوية، والأمثلة كثيرة، كما تسهم الغرفة آلياً بتقديم عدد من الخدمات اليومية مثل التصديقات ونشر الفرص التجارية في مطبوعاتها وتعميمها على منتسبيها، وكذلك إبلاغ المنتسبين بالقرارات والتعاميم الحكومية وعقد المحاضرات والندوات والمؤتمرات لتوعية منتسبيها في شتى المجالات. كما أن الغرفة كانت ولا تزال بيتاً للتجار ورجال أعمال المنطقة ومركزاً لكل المعلومات التي تهمهم تجارياً وصناعياً وزراعياً وخدمياً، ونظمت رحلات تجارية لعدد من الدول لزيادة التبادل التجاري وعقد الصفقات، وقدّمت من خلال مركز المعلومات دراسات الجدوى لمشاريع عدة، وتتحمل مسؤولية عرض فرص الاستثمار المتاحة في المنطقة في مؤتمرات كبرى يدعى إليها كبار رجال الأعمال والمسؤولين في المملكة لأجل إحداث تنمية اقتصادية حقيقية في منطقة حائل، كما أن الغرفة لها دور بارز في إنشاء مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية. كم يبلغ عدد منسوبي الغرفة من رجال وسيدات الأعمال؟ - عدد المنتسبين حالياً وصل الى 18500 منتسب ومنتسبة، وتمثل سيدات الأعمال في الغرفة 5 في المئة من حجم المنتسبين. ما مدى إمكان مشاركة المرأة في عضوية مجلس الغرفة مثل غرف الرياضوجدة والشرقية؟ - الأمر لا يستدعي حالياً أن تشارك المرأة في عضوية مجلس إدارة غرفة حائل مقارنة بعدد المنتسبين في الغرفة من سيدات الأعمال، خصوصاً أن المرأة لا تحضر إلى الغرفة، وإنما يقوم بتمثيلها القائم بأعمالها. ما المشاريع التي تحتاجها حائل حالياً؟ - في الحقيقة منطقة حائل تحتاج إلى الكثير من المشاريع التنموية، خصوصاً الصناعية والتعدينية منها لإحداث نقلة نوعية لمواطنيها واقتصادها. ما مدى تأثر المشاريع في حائل بالأزمة المالية العالمية؟ - حقيقة لم يكن تأثير الأزمة المالية العالمية ملموساً في المشاريع في منطقة حائل، بدليل استمرار المشاريع وعدم توقفها، وإذا وجدت مشاريع متعثرة فإنه سيتم دعمها من جانب أمير المنطقة ونائبه، كما أننا في الغرفة التجارية لن نتوانى عن تقديم كل العون لأي مشروع متعثر في المنطقة. ما المعوقات التي تواجه غرفة حائل؟ - ينقصنا تفاعل أكبر لمجتمع الأعمال في المنطقة مع ما تقدمه الغرفة من خدمات، لأنه على رغم زيادة الوعي بدور الغرفة وأهميتها في تنمية المنطقة، إلا أننا ما زلنا نطمح إلى التفاف رجال الأعمال أكثر حول الغرفة، والمشاركة في تفعيل أنشطة لجانها النوعية. كيف تقوّمون العمل في مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية؟ - العمل في مشاريع المدينة الاقتصادية يجري على قدم وساق، وسيتم الانتهاء من بنيتها التحتية في المواعيد المقررة والمتفق عليها مع مطور المدينة، والمدينة الاقتصادية الثانية في حائل يموّلها القطاع الخاص بالكامل، وتبلغ حجم الاستثمارات 30 بليون ريال، وستضيف المدينة الاقتصادية إلى حائل خدمات كثيرة. فبالنسبة لخدمات النقل سيتم استغلال الموقع الاستراتيجي لمدينة حائل في إقامة بنية مميزة لخدمات النقل، خصوصاً أن حائل تمثل ملتقى لعدد من الطرق التجارية، وسيتم إنشاء مطار دولي وميناء جوي جاف ومركز للإمداد والتموين والمناولة، ومحطة متكاملة للمسافرين بطريق البر، إضافة إلى نقل وتوزيع ما يقرب من 1.5 مليون طن من البضائع سنوياً عبر الميناء الجاف ومركز العمليات في المدينة الاقتصادية، الذي يقع على مساحة قدرها 210 آلاف متر مربع، أما عن المسافرين براً، فمن المتوقع أن يتم نقل نحو 2.3 مليون راكب سنوياً، من خلال وسائل النقل البرية المختلفة. كما تم تخصيص منطقة متكاملة داخل المدينة للخدمات التعليمية، وتضم جامعات ومراكز للبحوث ومراكز للتأهيل والتدريب، إضافة إلى مجموعة من المدارس العامة والمتخصصة، وتنطلق الفكرة الأساسية للمنطقة التعليمية من التركيز على نشر التعليم المتخصص الذي يعمل على تلبية حاجات سوق العمل، خصوصاً في التخصصات الفنية والتقنية، التي تسهم في رفع معدلات الإنتاج وتلبية حاجات السوق من القوى العاملة المدربة والماهرة، وتبلغ المساحة المخصصة للمنطقة التعليمية أكثر من 10 كيلومترات مربعة، ومن المتوقع أن تقدم خدماتها لنحو 40 ألف طالب وطالبة من أبناء وبنات المنطقة. وتم تخصيص منطقة كاملة في المدينة للخدمات الزراعية، وتتميز هذه المنطقة بأنها تجمع مختلف الخدمات الهادفة إلى دعم وتطوير القطاع الاقتصادي، من خلال حزمة من الأنشطة المرتبطة بمراحل الزراعة والتصنيع والتخزين، ومن أبرز هذه الأنشطة إنشاء مركز متطور للبحوث الزراعية يقدم خدماته لأهالي المنطقة، بهدف تنمية الإنتاج الزراعي. وبالنسبة للخدمات الصناعية والتعدين، فإنه سيتم التركيز على الاستفادة من الموارد الطبيعية، مثل المعادن والمواد الخام في إنشاء عدد من الصناعات التحويلية، ومن المتوقع أن تكون المنطقة الصناعية متكاملة مع الأنشطة التعدينية في المدينة. وأولت خطة عمل المدينة اهتماماً خاصاً بالاستثمار في مجال الإسكان، إذ سيحظى الاستثمار في هذا القطاع بنحو 10 بلايين ريال من إجمالي الاستثمارات المتوقعة. ومن المتوقع إنشاء 30 ألف وحدة سكنية تستوعب 140 ألف نسمة، كما أن استثمارات البنية التحتية تتجاوز 6 بلايين ريال، وستسهم في تحسين البنية التحتية في المنطقة. ما مدى إمكان تحول حائل إلى الصناعات الغذائية؟ - تشتهر حائل بأنها زراعية، والزراعة أساس أية تنمية حقيقية، ونحن نسعى إلى إحداث نقلة نوعية من خلال المشاريع الصناعية الكبرى المنتظر تدشينها في المدينة الاقتصادية والمدينة الصناعية على السواء، وسيكون التركيز في المدينة الاقتصادية على الصناعات الغذائية، كما تشهد المناطق الصناعية في منطقة حائل صحوة حقيقية وتفعيلاً لمعظم أنشطتها.