قالت مصادر محلية ليبية، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيطر اليوم الأربعاء لساعات، على وسط مدينة صبراتة الليبية، قبل أن تطرده الأجهزة الأمنية المحلية المنضوية ضمن تحالف «فجر ليبيا». وأفاد المجلس البلدي لصبراتة الذي يتولى السلطة السياسية والخدماتية في المدينة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة، بأن «عناصر التنظيم استغلوا فراغاً أمنياً في وسط صبراتة الليلة الماضية، للانتشار». وأوضح المجلس أن «سرايا الثوار والأجهزة الامنية»، في إشارة الى الجماعات المسلّحة التي تدير الشؤون الأمنية في المدينة، تحركت مساء أمس لتمشيط ضواحي المدينة واقتحام بعض المنازل والاستراحات المشبوهة. وأضاف: «في التوقيت ذاته، استغلّ عناصر التنظيم الفراغ الأمني وسط المدينة وانتشروا داخلها، لكن تم دحرهم الى خارج المدينة». وسيطر عناصر «داعش» لساعات على مبانٍ عدة في وسط صبراتة، بينها مديرية الأمن. وقال رئيس المجلس العسكري للمدينة، الذي يضم جماعات مسلحة ويشكل القوة الأمنية الرئيسة في صبراتة، طاهر الغرابلي، بعيد سيطرة التنظيم :«دخلوا واستولوا على مديرية الأمن وبعض المناطق»، مضيفاً: «لديهم خلايا نائمة استغلت الفراغ الأمني، إذ تراوح عدد العناصر بين 150 الى 200 مسلح». ولم يتضح المكان الذي لجأ إليه المتطرفون، ولم تعرف حصيلة الخسائر في صفوف الطرفين. وقُتل 50 شخصاً في صبراتة في غارة نفذتها طائرة أميركية على مقر للتنظيم الجمعة الماضي، واستهدفت الغارة مسؤولاً ميدانياً تونسياً في التنظيم، كما قتل في الغارة مواطنان صربيان كانا مخطوفين في ليبيا منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال المجلس البلدي لصبراتة، أن عمليات الدهم في ضواحي المدينة تخللتها اشتباكات مع عناصر التنظيم في منطقة النهضة (15 كلم جنوب صبراتة)، قتل فيها، وفق عميد البلدية حسين الدوادي، أربعة عناصر من قوات المدينة. ودعا بيان المجلس البلدي اليوم، سكان صبراتة الموالية سياسياً للحكومة غير المعترف بها دولياً في طرابلس، الى «توحيد صفوفهم والتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو مركبات مفخخة خلفها عناصر التنظيم». وانتشار عناصر «داعش» في صبراتة هو الظهور الأول العلني لهم في المدينة، التي تقع على الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة والحدود التونسية، وتضم مدينة أثرية رومانية فينيقية. ويسيطر التنظيم على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، ويسعى الى التوسع في المناطق المحيطة بها، وتبنّى تفجيرات عدة داخل العاصمة الليبية.