أعلنت إسرائيل أمس إنها ستسمح بعبور مواد بناء ومعدات كهربائية إلى قطاع غزة لاستخدامها في بناء مستشفى برعاية تركيا، فيما اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان تركيا واسرائيل احرزتا «تقدما كبيرا» على طريق التوصل الى اتفاق تدفع اسرائيل بموجبه تعويضا عن الاتراك الذين قضوا في الهجوم الاسرائيلي على الاسطول الذي كان متوجها الى غزة في 2010. وبدأت تركيا بناء المستشفى في 2011 باستخدام مواد مهربة إلى القطاع عبر الأنفاق وهذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها إسرائيل بعبور أي مواد للمشروع. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان أن وزير الدفاع موشي يعلون وافق على طلب تركي بهذا الشأن. وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه إن جهود المصالحة كان لها دور في هذا القرار. وسيدير المستشفى بعد الانتهاء من بنائه أطباء فلسطينيون وأتراك. واكد وزير الخارجية التركي ان «الهوة التي كانت تباعد بين الطرفين تقلصت. تحقق تقدم كبير لكن ما زال يتعين على الطرفين ان يلتقيا مرة اخرى للتوصل الى اتفاق نهائي». وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج أعلن الثاثاء انه يمكن توقيع اتفاق رسمي بين البلدين «بعد الانتخابات» البلدية الاحد. واوضح وزير الخارجية التركي من جانبه «ننتظر ردا من الجانب الاسرائيلي» على المطالب التركية. وقد تدهورت العلاقات بين تركيا واسرائيل الحليفين الاستراتيجيين في التسعينات، بعد الهجوم الاسرائيلي على اسطول انطلق من اسطنبول لمحاولة كسر الحصار المفروض على عزة. واسفرت تلك العملية في 31 ايار (مايو) 2010 عن مقتل تسعة من الرعايا الاتراك على متن سفينة القيادة مافي مرمرة التي استأجرتها «منظمة المساعدة الانسانية» الاسلامية التركية غير الحكومية. ورفعت العائلات شكوى في تركيا على اربعة مسؤولين عسكريين اسرائيليين قامت بمحاكمتهم غيابيا محكمة جنائية في اسطنبول. وبدأت الخميس الجلسة الخامسة لهذه المحاكمة. وقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتذارا رسميا في ايار (مايو) الماضي، لكن تطبيع العلاقات بين البلدين ما زال ينتظر نتيجة مفاوضات التعويض. وهذه المفاوضات المستمرة منذ اشهر، تعثرت فترة طويلة حول المبلغ الذي يتعين دفعه للعائلات. وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان اسرائيل عرضت دفع 20 مليون دولار الى عائلات الضحايا الاتراك. ورفض داود اوغلو التحدث عن احتمال تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال «المهم هو التوصل الى اتفاق. اما التدابير التي يتعين اتخاذها في وقت لاحق فتناقش في وقت لاحق». لكن الوزير التركي تطرق الى اجراء محادثات مع اسرائيل حول رفع العقوبات المفروضة على غزة. واشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في شباط (فبراير) الى انه لا يمكن التوصل الى اتفاق تعويض من دون تعهد خطي من تل ابيب برفع الحصار المفروض على هذه المنطقة الفلسطينية.