عشية انتخابات المؤتمر العام للحزب الجمهوري في ولاية نيفادا الأميركية، طرد مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية السناتور تيد كروز الناطق باسم حملته ريك تايلر بحجة أنه تشارك على موقع «فايسبوك» مقالاً تضمن شريط فيديو مفبركاً ذي صوت رديء نشرته صحيفة «ذي ديلي بنسلفانيان» التي يصدرها طلاب في جامعة بنسلفانيا، وأظهر تشكيك منافسه ماركو روبيو بإيمانه المسيحي. وينقل المقال عن روبيو، السناتور عن ولاية فلوريدا، قوله لأحد اعضاء فريق الحملة الانتخابية لكروز ان الانجيل المقدس «لا يتضمن إجابات كثيرة». ولاحقاً أزال تايلر مشاركته للمقال وشريط الفيديو، واعتذر لماركو روبيو، لكن كروز المحافظ المتشدد اعتبر ما الأمر «خطأ فادحاً في التقدير»، وطرده. وقال كروز خلال تجمع انتخابي: «تبين ان المعلومات التي نشرها تايلر خاطئة. ولكن حتى لو كانت هذه المعلومات صحيحة ليس فريق حملتنا الانتخابي من النوع الذي يشكك في ايمان مرشح آخر». ولم يفوّت البليونير دونالد ترامب، متصدر السباق الجمهوري الى البيت الابيض، الفرصة لتجديد اتهامه لكروز بالتزوير، وبأنه «مريض»، مطالباً باعتباره «غير آهل» للمنافسة. ويشكل تصويت المجالس الناخبة في نيفادا، أول اختبار فعلي لموقع الجمهوريين لدى القاعدة الناخبة من الأميركيين المتحدرين من أصول لاتينية، والذين يشكلون حوالى 40 في المئة من سكانها البالغ عددهم 3 ملايين. وخلافاً للانتخابات التمهيدية، تتيح المجالس الناخبة للمشاركين إبداء دعمهم لمرشح او آخر، وعادة ما يتم منح الأصوات برفع الأيدي في أماكن عامة مثل المدارس او مراكز مجالس محلية او أماكن عبادة. وستحدد نتائج التصويت عدد المندوبين الجمهوريين الذين سيمثلون ولاية نيفادا في مؤتمر الحزب المرتقب في تموز (يوليو)، حين سيتم اختيار المرشح الجمهوري رسمياً لخوض انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر). ويزيد أهمية انتخابات نيفادا اعتبارها من الولايات التي تضم عدداً كبيراً من الناخبين المترددين، علماً ان الحكومة المحلية يهيمن عليها الجمهوريون، لكنها تضم عدداً كبيراً من الناخبين الديموقراطيين. ويعتبر ترامب مجدداً الأوفر حظاً بالفوز. لكن يجب الانتظار لمعرفة إذا كان سيُسجل النجاح نفسه الذي شهده في ولايات اخرى نظراً الى تصريحاته المعادية للمهاجرين، وبالتالي المتحدرين من أصول لاتينية والتي أدلى بها طوال حملته الانتخابية. ويأمل كروز وروبيو المتحدران من اصول كوبية، في استغلال نقطة انسحاب جيب بوش من المنافسة، خصوصاً أن الأخير كان يحظى بدعم قادة جمهوريين كثيرين متحدرين من اصول لاتينية. وفي معسكر الديموقراطيين، فازت المرشحة هيلاري كلينتون بفارق كبير على منافسها بيرني ساندرز في نيفادا السبت. وانعشت بالتالي حملتها الانتخابية التي بدت للحظة وكأنها تفقد زخمها. وفوز ترامب وكلينتون الأسبوع الماضي اعطاهما تقدماً كبيراً في المرحلة المقبلة من السباق للبيت الابيض، وهي «الثلثاء الكبير» في الأول من آذار (مارس)، حين تصوت حوالى 12 ولاية في الوقت نفسه بينها تكساس التي ستكون الأبرز.