ذكرت مجلة «نيوزويك» الأميركية أمس أن تحليلاً لعدد من الوكالات الاستخبارية الأميركية خلص إلى أن رسائل متبادلة على شبكة «الإنترنت» بين أعضاء تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي يضم تحالفاً بين عناصر التنظيم من اليمنيين والسعوديين «يشجع بشكل نشط» شنّ هجمات ضد أهداف داخل الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن المعلومات المذكورة تم استخلاصها من موقع «صدى الملاحم»، المجلة الإلكترونية ل«القاعدة في جزيرة العرب»، وصدرت في تقرير بتاريخ 27 نيسان (أبريل) لكنه أضحى متاحاً للاطلاع. وذكرت أن التنظيم كان يركز قبل ذلك وحتى تشرين الأول (أكتوبر) 2009 على إشاعة الجهاد وتنفيذ عمليات تخريبية في اليمن والسعودية، بيد أن «صدى الملاحم» في عددها الصادر في 29 أكتوبر كشفت للمرة الأولى أن التنظيم أضحى مهتماً ب«استهداف الأرض الأميركية»، فيما دعا زعيم التنظيم ناصر الوحيشي في العدد نفسه أنصار «القاعدة» إلى «جهاد عنيف» ضد الغرب. ويشير التقرير الاستخباري الأميركي إلى أن النيات العدوانية ل«القاعدة» ضد أهداف في الأراضي الأميركية بدت واضحة في عدد «صدى الملاحم» الصادر في 14 شباط (فبراير) الماضي، خصوصاً كيل المدح للميجور نضال حسن مالك منفّذ الهجوم على قاعدة فورت هود بولاية تكساس، والنيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي حاول تفجير طائرة ركاب أميركية لدى هبوطها في مطار ديترويت في يوم عيد الميلاد الماضي. وقال مسؤولون استخباريون أميركيون إن عناصر تنظيم «القاعدة» الذين احتجزتهم إيران غداة هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 أضحوا يغادرون إيران ويعودون إليها من دون قيود تذكر، ما يثير مخاوف من ان إيران قررت تخفيف قبضتها عليهم حتى يتمكنوا من إعادة تجميع صفوف مقاتليهم وقيادتهم. واعتبر المسؤولون الأميركيون ان الإجراء الإيراني قد يعني أن طهران قررت إعادة النظر في علاقتها الغامضة مع «القاعدة»، فيما تكثف الولاياتالمتحدة هجمات بالطائرات التي تعمل بلا طيارين في معاقل التنظيم في باكستان، ما أضعف قيادة «القاعدة». ويعني ذلك أن أي تحركات لعناصر التنظيم سترفع معنويات قادته وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة. وطبقاً للمسؤولين، فإن إيران سمحت لأربعة من قادة «القاعدة» بمغادرة أراضيها بعد السماح لسعد نجل أسامة بن لادن بالسفر منها في أواخر عام 2008، وقالوا إن الذين سمح لهم بالمغادرة والعودة هم مسؤولون ماليون ومسؤولو تخطيط في «القاعدة». ويبدي المسؤولون الأميركيون اهتماماً خاصاً بمعلومات أفادت بأن إيران سمحت للمصري سيف العدل الذي يعتقد بأنه على صلة وثيقة بابن لادن بالسفر إلى دمشق. وتعرض واشنطن جائزة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تسفر عن القبض على سيف العدل. لكن دمشق نفت وصوله إلى أراضيها.