تختتم اليوم في سلطنة عمان فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان مسقط السينمائي الدولي بمشاركة 28 دولة عربية وأجنبية. وفي كلمة الافتتاح السبت الماضي قدم رئيس المهرجان خالد الزدجالي قراءته لواقع السينما العمانية بعد مرور حوالى عقد على انطلاق هذا المهرجان الجديد نسبياً بين مهرجانات بعض دول مجلس التعاون الخليجي. وبدا واضحاً أن الزدجالي يريد ان يعقد مقارنات لمصلحة السينما وإن جاءت في بداياتها إلا أنها بدت طموحة، فقدم أمثلة عن بئر النفط الهندي الذي لا ينضب (بوليوود) كما جاء في كلمته، وإن عقد مقارنة أطول مع تجربة بليونير صيني فهم أن السينما في بلاده يمكنها من خلال الاستثمار الحر والمدني أن تتحول إلى قوة اقتصادية وثقافية لا يمكن تجاهلها. بالتأكيد قد يبدو الاستثمار الآن سياسة تنتمي الى المستقبل، لأن السينما لا تزاحم في واقع اقتصادي متحول كما هو حال صناعة القطن في مصر مثلاًَ، ولأن السينما رهن اشارات وتحولات فكرية وروحية قد يمكن لها التفجر من خلال فيلم يضع صناعتها على سكة التمدد والانتشار، كما هو حال السينما الايرانية أو الصينية التي امتلأت بنوعية خاصة من الرسائل على هذه الأصعدة. والأكيد أن مهرجان مسقط بطبعته الثامنة بات يدرك أهمية ونوعية الاستثمار الذي تفرضه السينما في مجالاتها كآلة وفن وصناعة متقدمة، وإن بدا التعثر أمراً واقعاً، اذ لم ينس الزدجالي وهو مخرج سينمائي ورئيس الجمعية العمانية للسينما، أن يذكر أمام الصحافيين أن المهرجان قد اقترض المال ليكمل اطلاق دورته في الوقت المحدد، حتى أن الضيوف الذين شهدوا حفل افتتاح المقر الجديد للجمعية العمانية للسينما وهو في طور الانشاء، شهدوا بأم الأعين أن صالة السينما الخاصة بالمقر بدت غير مكتملة لجهة المقاعد فيها. وهو أمر بالطبع لا يعيب المهرجان بشيء وإن ساهم في خلق بعض الارباكات التنظيمية على هذا الصعيد. فالمصارحة التي اعتمدها الزدجالي أمام ضيوف المهرجان جاءت في مكانها، بعد أن رأى القائمون على المهرجان أن الخطوات الأولى في بلورة تفكير سينمائي قد «بزغت» وليس هناك سوى الاستثمار لدى جيل من الشباب الهاوي بدا متحمساً لصناعة سينمائية يمكن لها أن تتأثر بكل بساطة بمفردات الصناعات السينمائية التي أوردها الزدجالي كأمثلة يمكن التنور بها على هذه الطريق. يضم مهرجان مسقط السينمائي في دورته هذه ثلاث مسابقات: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وتحوي 16 فيلماً، و23 فيلماً تسجيلياً، و47 فيلماً روائياً، وتتضمن العروض بعض الورش التي تدور حول صناعة السينما والنقد وكتابة السيناريو.