كشف رئيس الحكومة المغربية زعيم حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي عبد الإله بن كيران، أن مضايقات استهدفت حزبه على خلفية هجمات انتحارية شهدتها الدار البيضاء في أيار (مايو) 2016، كادت تصل إلى حظر حزبه، لولا أن ملك المغرب محمد السادس عارض ذلك باعتباره «توجهاً استئصالياً». وقال بن كيران أمام اجتماع التنظيم الشبابي ل «العدالة والتنمية» نهاية الأسبوع الماضي، إن بعض الأصوات طالبت بمعاودة النظر في تدريس مادة التربية الإسلامية في مناهج التعليم، بما في ذلك طلب إغلاق «دار الحديث الحسنية» التي يتخرج منها علماء في الفقه والحديث. وكشف للمرة الأولى أن وزير الشؤون الإسلامية عبد الكبير العلوي المدغري عارض هذه الخطة بقوة، موضحاً أن المتطرفين ودعاة الغلو ليسوا من خريجي المعاهد الدينية التي تدرس جوهر العقيدة الإسلامية. وقال بن كيران إنه لولا وجود الوزير المدغري في تلك الجلسة «لكنا في مغرب آخر». إلى ذلك، شن رئيس الحكومة هجوماً عنيفاً على من وصفهم بمناصري أدوات سياسة التحكم التي تتوخى السيطرة على السلطة والمال ومراكز النفوذ في البلاد. وأوضح أن أخطر مؤامرة يتعرض لها المغرب تكمن في محاولات فرض هيمنة «تيار تحكمي» ذي نزعة تدميرية. وقال إن الحركات الاحتجاجية التي عرفها المغرب ضمن «حراك 20 فبراير» الشبابي والتي نزلت إلى الشارع في العام 2011، «أنقذت المغرب» من سطوة ذلك التيار الذي كان يريد الهيمنة على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية. وقدم أمثلة عن ذلك تتهم حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي أسسه الوزير السابق المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة، أنه شكل الذراع المحوري لتلك الهيمنة. وأشار رئيس الحكومة إلى أن ذلك الحزب حاز على الصدارة في الانتخابات البلدية العام 2009، وكان يعول على بسط نفوذه في الانتخابات الاشتراعية العام 2012، لولا أن حراك «الربيع العربي» في المغرب أوقف تمدده، إذ بادر الملك محمد السادس إلى تعديل دستور البلاد وتنظيم انتخابات اشتراعية سابقة لأوانها في العام 2011، مكنت حزب «العدالة والتنمية» من احتلال صدارة المشهد الحزبي. ووصل بن كيران إلى حد وصف «الأصالة والمعاصرة» بأنه «مخلوق سياسي فظيع»، وأضاف: «هذا حزب مشبوه يمثل خطراً عظيماً على الوطن». وأقر بن كيران بأن الانتخابات البلدية كانت أقرب إلى النزاهة، إلا أن طرق تشكيل مكاتب البلديات في عدة مدن، سحبت البساط من تحت أقدام حزبه بفعل الترهيب والإكراه واستخدام وسائل غير مشروعة. ونبه بن كيران إلى أن ما وصفه ب «تيار التحكم» يسعى إلى معاودة التجربة من جديد، لكنه «سيجد مواجهة صلبة من حزبه». وسخر من القيادة الجديدة لحزب «الأصالة والمعاصرة»، قائلاً إن أمينه العام إلياس العماري ليس أمامه غير حوالى ثلاثة أشهر لمعاودة تنظيم حزبه، باعتبار أن الانتخابات مقررة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ودعا بن كيران زعيم «الاستقلال» حميد شباط، إلى أخذ العبرة من نتائج اقتراع البلديات الخريف الماضي، معقباً على قوله إنه يمكن أن يتحالف مع «العدالة والتنمية» الذي يلتقي معه في المرجعية الإسلامية، أو مع «الأصالة والمعاصرة» في خيار الحداثة. وقال بن كيران موجهاً كلامه لحميد شباط: «ألم تأخذ العبرة بعد؟».