نشرت صحيفة "دايلي تلغراف" تقريراً بعنوان "طبيب في حلب بعد القصف السوري: نستقبل إصابات لم نشاهد مثلها من قبل"، حاول فيه رصد معاناة الطواقم الطبية في المدينة التي تشهد معارك وقصف روسي عنيفين دعماً لقوات النظام السوري. وذكرت الصحيفة أن الأطباء والممرضين يعملون على مدار الساعة للتعامل مع حالات الحرجة التي تأتيهم، موضحة أنهم أُصيبوا بصدمة بسبب كم الإصابات الكبير وخطورتها. وأفاد مدير عيادة صحية بالقرب من معبر "مرشد بينار" الحدودي مع تركيا الدكتور عادل "لم نعد نداوي الجرحى لأن الأجساد كانت تصلنا أشلاء". وأكد الطاقم الطبي أن غالبية الجرحى كانوا من المدنيين بسبب قيام الطيران الروسي بقصف المناطق السكنية عشوائياً، ولم يستثني حتى الملاجئ التي احتمى فيها نازحون هربوا من القصف في مناطق أخرى. وتابعت الصحيفة أنه لأكثر من ثلاثة أعوام عندما انسحب مقاتلو المعارضة إلى شرق حلب، كان المصابون منهم يعالجون في كلس على الجانب التركي من الحدود، فيما تصل أعداد أكبر الآن بسبب القصف الروسي الذي ترافق مع محاولة قوات النظام إعادة السيطرة على المدينة الجرحى الآن. وتنفذ روسيا حملة جوية في سورية منذ 30 أيلول (سبتمبر) الماضي مساندة لقوات النظام السوري، وتقول إنها تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ومجموعات أخرى، وتتهمها الدول الغربية والفصائل المعارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار "المعتدل" أكثر من تركيزها على المتطرفين. وقال مدير مركز طبي غير رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه "أحياناً نفقد السيطرة على أعصابنا وتنتابنا نوبات من البكاء لأن من نراهم يتعذبون ويهربون هم عائلاتنا وأهلنا"، موضحاً أن طاقم المركز شهد عدداً كبيراً من الإصابات الخطرة جداً بين السوريين على نحو متزايد، الأمر الذي أدى إلى زيادة عمليات بتر الأطراف. وقالت الصحيفة نقلاً عن الطاقم الطبي، إن أحد المرضى الدوريين في المركز كان رجلاً من حلب يبلغ ال 75 من العمر فقد ستة من أبناءه في النزاع . وأفاد مقاتل معارض مصاب للصحيفة، أن قوة الضربات الجوية الروسية غيرت مجرى المعركة شمال حلب، وأنها استهدفت قوات المعارضة وأرسلت بعدها قواتها البرية لتستعيد السيطرة على المناطق. وتابعت أن أحد المصابين أوضح أن النظام كان يكتفي أثناء قصف قراهم بغارة أو اثنتين، بينما يقوم الطيران الروسي بالقصف على نحو متواصل. وقالت "دايلي تيلغراف" إن وجود القوات الإيرانية ومقاتلين من "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى الدعم الجوي الروسي دعمت النظام السوري في تطويق حلب في ثلاثة أيام بعدما عجز القوات النظامية عن ذلك خلال عامين . وكانت الناطقة باسم "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" ليندا توم قالت في وقت سابق، أن حوالى 20 ألف نازح سوري عالقون عند الحدود مع تركيا، نتيجة العمليات العسكرية المستمرة في محافظة حلب، وأضافت أنه "يقدر أن حوالى 20 ألف شخص تجمعوا عند معبر باب السلامة الحدودي، وحوالى خمسة إلى عشرة آلاف آخرين نزحوا إلى مدينة إعزاز المجاورة". وأعربت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أخيراً، عن "قلقها العميق" للأوضاع في محافظة حلب بعدما أدت المعارك إلى تهجير عشرات آلاف السوريين. وتابعت اللجنة أن القصف استهدف المستشفيات والطواقم الطبية والسكان محرومون من المياه والكهرباء، ما أدى إلى فرار أكثر من 70 ألف شخص من منازلهم".