كشفت نتائج استبيان وطني أعده فريق نسائي متخصص في تعميق العمل الاجتماعي محلياً، وشارك فيه أكثر من 113 ألف شخص من الجنسين، تدني مشاركة المرأة السعودية في الإجابة على الاستبيان، إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة من الإناث في الإجابة على الاستبيان سقف ال 24 في المئة من نسبة المشاركين. وقالت رئيسة مجلس إدارة شركة «ديرتي الغالية» المتبنية للمشروع الأميرة نورة بنت عبدالله بن محمد: «إن النسبة القليلة لمشاركة المرأة في الاستبيان تضع أكثر من علامة استفهام حول مدى تقبّل السعوديات فكرة المشاركة في تطوير المجتمع وتحديثه»، مضيفة أن «الاستبيان مثّل فرصة جيدة لمعرفة آرائهن في النواحي الاجتماعية وتنمية الإنسان المحلي بشكل عام». وكانت نسبة مشاركة الرجال شكلت نحو 76 في المئة من المشاركين في الاستبيان، الذي وزعته المبادرة بداية الشهر الماضي في 300 ألف نسخة، احتوت على 43 سؤالاً تبحث عن إجابات متعلقة بدور مجلس الشورى والجامعات السعودية التعليمية وتنشيط مشاريع التكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص، لإيجاد دراسات ومشاريع متخصصة في تفعيل مبادئ التكافل داخل الأراضي السعودية. ورأت أكاديمية وناشطة في مجال المسؤولية الاجتماعية عفاف الجلاّل، أن ضعف المشاركة النسائية قد يكون إشارة مبطنة من الإناث رداً على ضعف الفرص المتاحة لهن في مجال المشاركة المهنية والتنموية، واستحواذ الذكور على صناعة القرار في معظم المجالات. واستشهدت عفاف الجلاّل بتجربة مشاركة المرأة في انتخابات الغرف التجارية في السعودية قبل نحو 3 أعوام وما رافقها من صخب إعلامي، على رغم أن حجم المشاركة في صناديق الاقتراع من سيدات الأعمال كان مخيباً للآمال، مضيفة أن «دوراً مهماً يقع على عاتق المؤسسات التربوية في تأصيل ثقافة المشاركة النسوية في مختلف الأنشطة والميادين الاجتماعية والإنسانية». في المقابل، لم تحدد الناشطة الحقوقية عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة لبنى الأنصاري، أسباباً حقيقية لعزوف المرأة عن المشاركة في الاستبيان الخاص بالتكافل الاجتماعي على رغم أهميته، وكونها عنصراً مهماً في العملية الاجتماعية، مضيفة أنها لا تستطيع أن تضع احتمال عدم اعتياد المرأة محلياً سبباً مباشراً. ولفتت إلى أن المبادرة بشكل عام تعد فكرة مهمة وجيدة لبناء مجتمع أفضل، ولرفع مستويات التنمية والمعرفة من خلال تبنيها برامج عدة اجتماعية تؤهل الأفراد من خلال مفهوم التكافل لخلق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. وأظهر آخر إحصاء للسكان في السعودية (عام 2004) أن النساء يمثلن 49 في المئة من عدد السكان البالغ أكثر من 16 مليون نسمة، لكن لا يبدو أن هناك إحصاءات متعلقة بمشاركة المرأة في أعمال اجتماعية أو اقتصادية أكثر من الإحصاءات المبنية على دراسات محلية تعنى بشؤون الزواج والعنوسة.