وراء غطاء من الأشجار خلف جامعة بومباي يقع منزل الكاتب روديارد كيبلينغ المتداعي راهناً بعدما كان فخماً في ما مضى. وتطوق أغصان أشجار ساقطة وكراس مهملة المبنى العائد للقرن التاسع عشر فيما قضت طيور عدة حاجتها على تمثال نصفي لصاحب كتب مثل «ذي جانغل بوك» و»كيم». ويقول مدير الجامعة راجيف ميشرا إن «المنزل في وضع يرثى له ويحتاج إلى مساعدة عاجلة. نشعر بالأسف الشديد لإهمال نصب كهذا». و«منزل كيبلينغ «الواقع في جنوب بومباي هو واحد من دور عدة في هذه المدينةالهندية النابضة بالحياة كان يسكنها مشاهير إلا أنها باتت على شفير الانهيار الآن. فإلى جانبه، يقع المنزل السابق للورد هاريس وهو حاكم سابق لبومباي يقال إنه جعل الكريكيت أكثر الرياضات شعبية في الهند. وقد استقبلت هذه الدارة حتى أربع سنوات خلت صفوف مدرسة اضطرت لهجرها بسبب تداعي أساساتها وخطر الإقامة فيها. وعلى مسافة كيلومترات قليلة في تلال مالابار الراقية تقع الدارة السابقة لمحمد علي جناح مؤسس باكستان وحاكمها العام الأول. وقد استضافت هذه الدارة الكبيرة محادثات مهمة بين جناح وأول رئيس وزراء هندي جواهر لال نهرو حول تقسيم شبه القارة الهندية، إلا أنها باتت متداعية وعلى شفير الانهيار أيضاً. ويأسف المدافعون عن التراث لوضع هذه الأبنية محملين البيروقراطية مسؤولية ذلك ومتهمين السياسيين والمقاولين بالسعي إلى بناء أبراج جديدة فخمة بدل المحافظة على تاريخ بومباي المعماري. وتقول المهندسة المعمارية المعروفة أبها نارين لامبا المتخصصة في حفظ التراث: «منزل كيبلينغ مثال محزن جداً عن العوائق البيروقراطية التي تؤدي إلى موت مبنى تاريخي». وتقع الدارة المصنوعة من الخشب والحجارة في حرم كلية للفنون كان مديرها الأول جون لوكوود كيبلينغ والد روديارد. وبني المنزل في العام 1882، بعد 17 عاماً على ولادة روديارد، وكان المنزل مقر إقامة لوكوود كيبلينغ ومديري الكلية الذين خلفوه حتى مطلع الألفية عندما بات غير قابل للسكن. ويوضح ميشرا: «لا بد أن لوكوود طلب من روديارد الإقامة في هذا المنزل ليكتب، لذا نسميه منزل كيبلينغ»، داعياً سلطات ولاية ماهاراشترا إلى ترميم الدارة فوراً. ويؤكد أن السلطات تريد تحويل المبنى إلى صالة عرض لأعمال الطلاب وفنانين، وقد أصدرت استدراج عروض في هذا الإطار. والمبنى موضع خلاف بين الكلية والحكومة منذ سنوات حول طريقة ترميمه، إلا أن ميشرا يأمل أن تبدأ الأشغال في غضون ستة أشهر تقريباً. وعلى مسافة قريبة بدأت الأشغال على الدارة السابقة للاعب الكريكيت الشهير جورج هاريس الذي كان أيضاً حاكماً للمدينة من 1890 إلى 1895. وقد تولى قيادة منتخب إنكلترا للعبة وخلال توليه منصبه في شبه القارة الهندية «أرسى أسس انتشار اللعبة في الهند»، كما يفيد موقع كريسينفو الإلكتروني. ومع أن ثمة بطولة كريكيت للمدارس تحمل اسم هاريس ما يدل على تأثيره الواسع، فإن مقر إقامته شارف الانهيار قبل أن تبدأ أعمال الصيانة عليه. وقد هجر المنزل المؤلف من ثلاثة طوابق، وهو جزء من مدرسة رسمية، لمدة ثلاث سنوات إلى حين بدأت أعمال الترميم في حزيران (يونيو) الماضي.