أعلنت النمسا التي أغضبت شركاءها في الاتحاد الأوروبي بإعلانها أنها ستفرض حداً أقصى يومياً لعدد اللاجئين والمهاجرين الذين ستسمح لهم بالدخول، إنها سعيدة بقرارها بل ستضطر الى فرض قيود أشد في المستقبل. وينظر إلى القيود النمسوية المتمثلة في استقبال 3200 مهاجر والنظر في 80 طلباً للجوء يومياً والتي أعلنت عشية قمة قادة الاتحاد الأوروبي، باعتبارها تقوض مساعي ألمانيا لحل أوروبي مشترك لأزمة اللاجئين التي يواجهها الاتحاد بالتنسيق مع تركيا. وعبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن ضيقه إزاء القرار النمسوي. وقال مفوض شؤون الهجرة في الاتحاد إن فرض حد أقصى لعدد طلبات اللجوء سيخالف القانون الإنساني الأوروبي والدولي. لكن النمسا وهي آخر محطة في الطريق إلى ألمانيا بالنسبة للاجئين الذين تدفقوا بمئات الآلاف على أوروبا العام الماضي، تبدو متمسكة بقرارها وقالت وزيرة الداخلية يوهانا ميكل-ليتنر: «أنا سعيدة للغاية بقرارنا وسنلتزم به». وأضافت: «سنضطر إلى خفض هذه الحدود القصوى أكثر». الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الهنغارية الرسمية (إم تي آي) عن الناطق باسم الحكومة زولتان كوفاتش قوله إن تهديد ايطاليا بخفض التمويل المقدم من الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء من شرق أوروبا هو «ابتزاز سياسي». وذكر مشاركون قي قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي حذر زعماء دول شرق أوروبا الخميس من أنهم قد يحصلون على قدر أقل من أموال التنمية الأوروبية ما لم يقدموا العون في أزمة اللاجئين. وأكد كوفاتش من جديد موقف هنغاريا من أن نظام الحصص الذي يلزم أعضاء الاتحاد الأوروبي باستقبال عدد محدد من اللاجئين ليس له مكان في أوروبا وأضاف أن سياسة الهجرة الأوروبية الحالية فشلت لأنه من المستحيل وضعها موضع التنفيذ. ويعتزم القادة الأوروبيون الدعوة الى قمة استثنائية جديدة مع تركيا في مطلع آذار (مارس) المقبل، بهدف تحسين التعاون بين أوروبا وأنقرة من اجل الحد من تدفق المهاجرين، في ختام مناقشات ماراتونية أجريت في بروكسيل. وأكد قادة الدول والحكومات ال28 «بالإجماع» خلال قمة تهدف بالأساس الى بحث مسألة بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد، على ان «المسعى يجب ان يكون اوروبياً» وليس أحادياً لمعالجة أخطر أزمة هجرة تواجهها القارة منذ 1945. وتقر الدول ال28 في خلاصات الاجتماع بأن «تدفق المهاجرين القادمين الى اليونان من تركيا يبقى مرتفعاً أكثر مما ينبغي» وقد وصل اكثر من 84 الف شخص بحراً الى اراضي الاتحاد الاوروبي منذ الاول من كانون الثاني (يناير) الماضي، وفق ارقام منظمة الهجرة الدولية. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر لدى الخروج من الاجتماع «قبل هذا الاجتماع كان هناك من يشكك في ضرورة حل ازمة اللاجئين بالتعاون مع تركيا، لقد أكدنا أن لا بديل عن تعاون ذكي ومدروس مع تركيا».