نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أن روسيا ينبغي ألا توقف ضرباتها الجوية في سورية وأن الرئيس السوري بشار الأسد وأطرافاً أخرى في الصراع يجب أن يستمعوا لنصيحة موسكو. وأكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين «ينطلق من مبدأ انعدام البديل للحل السياسي» للنزاع في سورية، إضافة الى «هزيمة الإرهاب». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف تأكيد «ضرورة إلحاق الهزيمة بالإرهاب»، مشيراً الى قول الأسد انه «ليس أمام دمشق خيار آخر سوى الانتصار في الحرب واستعادة الأراضي»، وقال ل «روسيا اليوم» ان وسائل إعلام روسية «اعتبرت تصريحات الأسد خلال لقاء مع مجلس نقابة المحامين قبل 4 أيام، لا تتوافق مع مضمون الاتفاقات الأخيرة التي توصلت إليها مجموعة دعم سورية في شأن إحلال الهدنة في البلاد». ورداً على سؤال حول موقف موسكو من تصريحات الأسد، قال بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي: «يهتم الجميع وبينهم روسيا، بالحفاظ على وحدة أراضي كافة دول المنطقة ووحدتها السياسية، ومن هذه الدول سورية. ولقد أكد الجميع، وبينهم الرئيس فلاديمير بوتين أنه لا بديل عن التسوية السياسية لحل هذه القضية». وأشار الى قول بوتين أن الحل في سورية يتطلب إلحاق الهزيمة بالإرهاب. وسئل بيسكوف حول ما إذا كانت مثل هذه التصريحات الصادرة عن الأسد تعني رفضه المشاركة في إحلال الهدنة، فقال: «يتم حالياً بحث موضوع الهدنة، ودعونا ننتظر ولا نستبق الوقت». وكان المبعوث الروسي الى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين اعتبر تصريحات الأسد حول نيته استعادة السيطرة على كامل الاراضي السورية تسيء الى الجهود الديبلوماسية المبذولة للتوصل الى تسوية سلمية. وقال فيتالي تشوركين لصحيفة «كومرزانت» الروسية: «روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الأزمة، سياسياً وديبلوماسياً والآن عسكرياً وبالتالي نريد بالطبع ان يأخذ بشار الأسد هذا بالاعتبار». وأشار تشوركين الى ان كلامه يعكس «وجهة نظر شخصية». وأضاف ان موقف الرئيس السوري «لا يتوافق مع الجهود الديبلوماسية التي تبذلها روسيا». وتابع: «إذا واصلوا على أساس ان لا حاجة الى أي وقف لإطلاق النار وانهم بحاجة للقتال من أجل نصر نهائي، فسيستمر هذا النزاع فترة طويلة جداً ومن المروع تخيل ذلك». وشاركت روسيا، حليفة دمشق، الاسبوع الماضي في اجتماع ضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن وتركيا ودولاً عربية في ميونيخ، وتقرر خلاله «وقف الأعمال العدائية» في سورية خلال اسبوع، لكن المهلة انقضت من دون ان يكون في الإمكان تنفيذ الاتفاق على الارض. كما اتفقت «مجموعة الدعم الدولية لسورية» المؤلفة من 17 بلداً في ميونيخ على مواصلة السعي الى حل سياسي للنزاع المستمر في سورية منذ خمس سنوات والذي حصد اكثر من 260 الف قتيل، والتركيز على وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن المناطق الذي يتسبب بمجاعة واستئناف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الأسبوع الفائت، تعهد الأسد استعادة كامل أراضي سورية. وقال رداً على سؤال حول قدرته على استعادة الأراضي السورية كافة «سواء كانت لدينا استطاعة أو لم تكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد»، موضحاً انه «من غير المنطقي أن نقول أن هناك جزءاً سنتخلى عنه». وأضاف تشوركين انه في حال سارت سورية «خلف قيادة روسيا في حل هذه الازمة، فستكون هناك فرصة للخروج منها بكرامة». لكن «إن ابتعدت بطريقة ما عن هذا السبيل، وهذا رأيي الخاص، فقد ينجم عن ذلك وضع صعب جداً، وضمنا بالنسبة لهم». غير انه أشار الى ان تصريحات الأسد تهدف الى إحداث اثر سياسي. وقال «لا يستحق الأمر تحميل تصريح ما او غيره معاني مفرطة وتصويره بصبغة درامية»، مضيفاً «ينبغي ان نستدل لا بما يقول مع كل الاحترام لتصريحات شخص في منصب رفيع كهذا، بل بما يفعل في النهاية». كما علق تشوركين على اتفاق ميونيخ بالقول ان «دمشق، على ما آمل، تدرك ان هذه فرصة فريدة لسورية بعد خمس سنوات من الدمار المتواصل».