طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم (الخميس)، من روسيا الابتعاد عن مناطق في شمال سورية حيث تتولى قوات العمليات الخاصة الأميركية تدريب مقاتلين لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريون. ويشكل هذا الطلب اعترافاً مهماً في ظل تأكيد وزارة الدفاع مراراً وتكراراً، أنها لا تتعاون مع موسكو في وقت يشن البلدان حملات جوية منفصلة في سورية. وقال اللفتنانت جنرال تشارلز براون، الذي يتولى قيادة القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، إن مسؤولين طلبوا من موسكو تجنب "مجالات واسعة" في شمال سورية "للحفاظ على مستوى من الأمان لقواتنا على الأرض" هناك. وأضاف أن موسكو طلبت من قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة تجنب بعض المطارات التي يستخدمها الجيش الروسي. وتابع براون إنهم "لا يريدون أن نحلق قربها. وعادة نحن لا نحلق هناك في أي حال. لذا، ليس هناك أي مشكلة". وقال المسؤول الإعلامي في البنتاغون بيتر كوك، إن روسيا وافقت على الطلب، مؤكداً أن البنتاغون يعطي فقط وصفاً لمنطقة جغرافية واسعة، حيث تتواجد القوات الأميركية وليس مكانها على وجه الدقة. وأضاف: "مرة واحدة طلبنا من الروس، من أجل سلامة قواتنا الخاصة، عدم التوجه إلى منطقة جغرافية معينة. نعتقد أنه طلب معقول". وكان البنتاغون أعلن العام الماضي أنه سيرسل نحو 50 من عناصر قوات العمليات الخاصة للعمل مع المقاتلين المعادين لتنظيم "داعش" في سورية. ولم يدل المسؤولون بأي معلومات عن مكان وجودهم أو التقدم الذي أحرزوه منذ ذلك الحين. وتقود الولاياتالمتحدة منذ آب (أغسطس) 2014، تحالفاً دولياً ضد التنظيم المتطرف في العراق وسورية. ودخلت روسيا النزاع في سورية عندما بدأت قصف الفصائل المسلحة المعارضة للرئيس بشار الأسد. وتقول روسيا إنها تهاجم التنظيم المتطرف وغيره من "الإرهابيين". وعلى رغم أن التحالف الدولي والطائرات الروسية يتحركان عادة في أجزاء مختلفة من البلاد، يخشى المسؤولون العسكريون احتمال وقوع اشتباك غير مقصود بين الجانبين. وأجرت وزارة الدفاع الأميركية محادثات حول "تفادي التصادم" مع نظيرتها الروسية لتحديد الإجراءات في حال وقوع حادث ما.