حذرت وزارة الداخلية السعودية، المواطنين والمقيمين من الانسياق خلف إعلانات برامج ومسابقات تعرض في قنوات فضائية تدعو إلى جمع الأموال والتبرعات بطرق «غير نظامية»، ملمحة إلى احتمال استخدام تلك الأموال في أعمال ذات طابع إجرامي أو إرهابي. وأوضح مدير الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية اللواء الدكتور محمد المرعول، في بيان صحافي أمس أن «الطرق المستخدمة لجمع الأموال هي قيام بعض القنوات الفضائية بالدعوة لجمع التبرعات لمشاريع خيرية، وكذلك إحداث برامج مسابقات هدفها تحويل مبالغ مالية». وعد اللواء المرعول المشاركة والانقياد بالترويج لهذه البرامج وتمويلها «مخالفة للأنظمة والتعليمات»، لافتاً إلى أن ذلك يُعرض فاعله إلى المساءلة النظامية. واتخذت السعودية خلال الأعوام الماضية، مبادرات وإجراءات عدة لتجفيف منابع الإرهاب مالياً، من ضمنها تشديد الرقابة على التبرعات المالية والعينية، سواءً المقدمة إلى المساجد أم الجمعيات الخيرية، ووضع أطر وقوانين لها، إضافة إلى تفعيل قوانين مكافحة عمليات غسل الأموال. ولعل من أبرز المبادرات تشكيل «لجنة دائمة لمكافحة غسل الأموال»، تتخذ من مؤسسة النقد العربي السعودي المركز الرئيس الرياض مقراً لها، ويترأسها محافظ المؤسسة. كما استحدثت السعودية «وحدة التحريات المالية» SAFIU وهي تابعة لوزارة الداخلية السعودية ومرتبطة بمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ومهمتها الأساس تلقي البلاغات عن المعاملات المالية المشبوهة وتحليلها وإعداد التقارير عنها وإحالتها للجهات المختصة وحفظها في قاعدة البيانات. كما تقوم بتبادل المعلومات مع الجهات ذات العلاقة داخل المملكة وخارجها، بهدف مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأنشئت العام 1426ه، ومقرها الرئيس مدينة الرياض. وكانت قضايا غسل الأموال وتمويل الإرهاب تعالج من لجان مشكلة من جهات حكومية عدة، ونظراً لتطور وانتشار الجرائم المنظمة والتي تؤثر في أمن واقتصاد الدول، صدر نظام مكافحة غسل الأموال بمرسوم ملكي عام 1424ه، وتضمن إنشاء وحدة لمكافحة غسل الأموال تسمى «وحدة التحريات المالية».