كشفت عمليات التحقيق حول مقتل 49 نزيلاً في سجن "توبو شيكو" الواقع في منطقة مونتيري شمال المكسيك، عن عالم مختلف يعيشه السجناء، إذ تتوافر في السجن وسائل الترفيه بدءاً من حمام البخار وأجهزة التكييف وانتهاءً بأحواض الأسماك. وذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أنه بعدما سيطرت الشرطة على السجن عقب اندلاع أعمال عنف بين فصيلين من عصابة "زيتاس" التي تتاجر بالمخدرات، اكتشف المحققون وجود وسائل راحة فيه توازي تلك الموجودة في فندق خمس نجوم، إذ إنه يحوي حمامات البخار، والثلاجات الصغيرة، والكابلات الرقمية، والتلفزيونات، ومتاجر لشراء الخضروات والبقالة. ونقل موقع "بي بي سي" عن مكتب المدعي العام في ولاية نويفو ليون قوله في بيان، إن زنزانة زعيم "زيتاس"إيفان هيرنانديز كانتو، كانت مجهزة بسرير كبير الحجم وحمام فاخر وتلفاز كبير. ويتمع زعماء العصابات داخل السجن بنفوذ كبير ومزايا خاصة دون غيرهم من النزلاء. وكشفت الشرطة في بيان، عن أنها فككت 280 محلاً تجارياً يبيع فيها النزلاء الأطعمة في الساحة الداخلية للسجن. وتمكنت السلطات من إنهاء الحكم الذاتي الذي فرضه على السجن زعماء العصابات بالتواطؤ مع بعض المسؤولين في السجن. ووجهت اتهامات لمديرة السجن غريغوريا سالازار روبلس ونائبتها خيسوس فيرناندو دومينغز خاراميلو بإساءة سلطتهما. ودعا مفوض الأممالمتحدة المعني بالتعذيب والعقوبات اللاإنسانية خوان منديز السلطات المكسيكية إلى إجراء تحقيق شامل حول أحداث العنف، وتمكين أسر الضحايا من معرفة الحقائق ودفع تعويضات لهم. وقال منديز إنه زار السجن في العام 2014، وشهد الظروف الرهيبة داخل السجن، والتي تسمح للسجناء ب "الحكم الذاتي".