طالب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بالعمل من أجل انقاذ حياة المعتقل الاداري الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً، وذكر ان المنظمة الدولية تدعم المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وقال ملادينوف، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر مؤسسة «بيت الصحافة» في مدينة غزة أمس، إن الأممالمتحدة ترفض الاعتقال الإداري، وتدعو لإطلاق سراح كل الفلسطينيين المعتقلين إدارياً. وطالب الجهات المعنية وكل من يستطيع التوصل إلى حل لإطلاق القيق التدخل لإنقاذ حياته، كي لا يتدهور وضعه الصحي في شكل أكبر. وكان النائب العربي السابق في الكنيست عفو اغبارية قال لوكالة «فرانس برس» ان وضع القيق «سيء، ويصاب بغيبوبة جزئية»، وحذر من ان «عضلة القلب تتأثر وقد تتوقف عن العمل خلال ثوان». وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية رفضت نقل القيق الى مستشفى فلسطيني في رام الله في الضفة الغربية، كما انها ترفض استقبال اي اقتراح جديد، وأبقته في مستشفى العفولة. الى ذلك، قال ملادينوف إن الأممالمتحدة تدعم تشكيل حكومة فلسطينية واحدة مبنية على برنامج منظمة التحرير ووفق مبادئ الديموقراطية، مجدداً دعمها لقاءات المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس» في الدوحة. وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة بين قطاع غزةوالضفة الغربية تحت مظلة حكومة شرعية واحدة. ودعا الفصائل الفلسطينية الى بذل جهودها من أجل تعزيز المصالحة وتحقيق الديموقراطية. ورداً على سؤال ل «الحياة» إن كانت لدى الأممالمتحدة ضمانات بأن لا تشن اسرائيل عدواناً جديداً على القطاع أو عملية «السور الواقي 2» في الضفة الغربية، اعتبر ملادينوف أن أفضل حل لاستمرار الأمان في قطاع غزة هو الاستمرار في عملية الإعمار، وزيادة الفرص الاقتصادية، التي تقلل فرص التوجه إلى العنف والتطرف. ورأى أن إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق من غزة لا يساعد الفلسطينيين. كما اعتبر أنه لا يمكن استمرار عمليات الطعن وإطلاق النار من قبل الفلسطينيين، في المقابل لا يمكن استمرار بناء المستوطنات في الضفة المحتلة وسياسة هدم البيوت. وأكد ضرورة إعادة بناء الثقة والأمل في عملية السلام للوصول إلى حل الدولتين. ورداً على سؤال آخر ل «الحياة»، حول منع اسرائيل فلسطينيي القطاع، بخاصة المرضى، من التوجه الى مستشفيات في الضفة واسرائيل، قال ملادينوف إن الأممالمتحدة تعمل كي يتم رفع الحصار كلياً عن القطاع وتمكين كل الفلسطينيين من التنقل بحرية من دون قيود. وحول عملية إعادة إعمار القطاع البطيئة، دعا اسرائيل الى فتح المعابر أمام حركة البضائع، استيراداً وتصديراً، وحركة الأفراد وحل جميع القضايا العالقة. وأشار الى أن الفلسطينيين تعرضوا الى صدمة كبيرة جراء الحرب الأخيرة على غزة ويجب بناء غزة لتكون صالحة للحياة. وقال إنه شاهد ليس فقط تدمير المنازل في غزة بل تدمير الحياة، مشدداً على أن إعادة بناء بيت أسهل بكثير من إعادة بناء حياة، ونحاول الحديث عن بناء غزة صالحة للحياة في المستقبل. وحتى نستطيع القيام بذلك، يجب التركيز على بناء البيوت وإنهاء أزمة الكهرباء والمياه وحق الأفراد والبضائع في حرية الحركة على المعابر. وشدد على أن أهم التحديات التي تواجه اعادة الإعمار تتمثل في التحويل المالي وحراك المانحين نحو هذه القضية، مشيراً الى أنه تم الحصول على 30 في المئة فقط من وعود المانحين في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة عام 2014 البالغة أكثر من خمسة بلايين دولار. وبيّن أن الأممالمتحدة تعمل مع الحكومة الفلسطينية لضمان وصول المساعدات في شكل سريع الى قطاع غزة، مثمنًا جهود الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة التوافق الوطني الفلسطينية رامي الحمد الله لحراكهم المتواصل من أجل اعادة إعمار القطاع. وأكد أن الأممالمتحدة شريكة مع الحكومة الفلسطينية الشرعية، وتدعم جهود الرئيس عباس في التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام بين الضفة وغزة.