أفادت مصادر رسمية جزائرية أن «أسباب غلق الحدود البرية مع المغرب لا تزال قائمة»، رداً على دعوات حزبية يقودها معارضون في البلدين من أجل إعادة فتح الحدود المغلقة منذ 22 سنة. ووضعت الجزائر ثلاثة شروط قبل مناقشة هذا الخلاف هي «رد الاعتبار للجزائريين الذين طردوا، الاعتذار لهم، والالتزام بمحاربة المخدرات». ونقلت صحيفة «المجاهد» الجزائرية الرسمية في افتتاحيتها أمس، ما سمته ب»الموقف الرسمي وموقف الشعب الجزائري» من دعوات فتح الحدود البرية المغلقة الذي «يعود النقاش حوله دورياً». وأوردت أنه في وجهة النظر الجزائرية الرسمية فإن «أسباب غلق الحدود البرية لا تزال قائمة». وبحسب افتتاحية أقدم جريدة حكومية ناطقة بالفرنسية، فإن الجزائر ترفض وضع ملف الحدود البرية على جدول النقاشات الثنائية بوجود الأسباب التي أدت إلى غلقها، ولفتت إلى أنه «حتى الآن، لا يوفر النظام المغربي شيئاً ملموساً في اتجاه إزالة أسباب غلق الحدود البرية». واتخذت الجزائر قرار غلق الحدود مع المغرب، على إثر قرار الرباط فرض تأشيرة دخول إلى المغرب على الرعايا الجزائريين. وتم ذلك في أعقاب اتهام الاستخبارات الجزائرية بالضلوع في اعتداء إرهابي على سياح غربيين في فندق «أطلس اسني» في مدينة مراكش المغربية. ونفت الجزائر هذا الاتهام، وكانت حينها في معركة ضد الجماعات الإرهابية المرتبطة يومها ب»الجماعة الإسلامية المسلحة» المعروفة ب»الجيا». وأشارت الصحيفة الرسمية الجزائرية إلى أن «ما حدث في آب (أغسطس) 1994 عندما كنا في أوج المواجهة مع إرهاب هو الأكثر همجية في التاريخ، اتخذ ملك المغرب الحسن الثاني موقفاً شبيهاً للمساومة باتهام الجزائر من دون دليل بالوقوف وراء منفذ العملية» الذي وصفته الافتتاحية ب»الفرنسي المغربي». وأضافت أن هذه الحادثة «أدت حتى إلى تبرير الإساءة لسياح جزائريين وآخرين مقيمين حرموا من ممتلكاتهم وصودرت أراضيهم»، مع «فرض المغاربة للتأشيرة من جانب واحد» ووضعت الجزائر ثلاثة شروط قبل مناقشة هذا الخلاف هي «رد الاعتبار للجزائريين الذين طردوا، الاعتذار لهم، والالتزام بمحاربة المخدرات». ومعلوم أن مسار التطبيع التدريجي للعلاقات الثنائية بين البلدين توقف منذ سنتين وتضمن معالجة النقاط الخلافية بين البلدين، وتصف المغرب ملف الحدود ب»الخلاف الماضي» الذي يرجى تجاوزه. ومضت الافتتاحية إلى تأكيد أن «هذا ملف لن يحل بواسطة الإشاعات والأكاذيب والتلاعب، بل الالتزام الجاد بحل جميع النزاعات الثنائية و(الجلوس) حول طاولة هو الكفيل بذلك». وختمت أن «الجزائر تدرك جيداً مسببات قوة بلدان شمال أفريقيا وقادتها يدركون الطبيعة الاستراتيجية للاتحاد لكي نكون لاعبين مهمين في لعبة العولمة الأكبر، وهذا لن يتأتى بحلول قصيرة النظر تؤدي حتماً إلى انسداد».