أعلنت اليونان امس، فتح اربعة من المراكز الخمسة المقررة لتسجيل المهاجرين في جزرها الواقعة قبالة تركيا، لتلبي بذلك مطلباً اساسياً للأوروبيين من اجل ضبط تدفق المهاجرين الى اوروبا. وقال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس ان هذه المراكز «اصبحت جاهزة للعمل ولاستقبال اللاجئين» وهي تقع في جزر ليسبوس وكيوس وليروس وساموس التي تحاول التعامل مع تدفق المهاجرين الآتين من تركيا. اما المركز الخامس الذي يقع في كوس حيث يقاوم جزء من السكان الفكرة خشية من تأثيرها في السياحة، فسيكون جاهزاً «خلال خمسة ايام». وسيكون كل مركز مجهزاً بمنازل جاهزة كافية لاستقبال ألف مهاجر يمضي كل واحد ثلاثة أيام ليتم تسجيله وأخذ بصماته وتقرير ما اذا كان مرشحاً للجوء الى الاتحاد الأوروبي في حين يتم ابعاد المهاجرين لغايات اقتصادية. وأحد الأهداف هو المساهمة في وقف الجهاديين الذين يستغلون ازمة الهجرة لدخول اوروبا بعدما تبين ان رجلين من المجموعة التي نفذت هجمات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وصلا الى اوروبا عبر اليونان كلاجئين. ومرّ اكثر من 850 ألف مهاجر فروا من الحرب والفقر في الشرق الاوسط ومناطق اخرى عبر اليونان العام الماضي في طريقهم الى اوروبا الشمالية. وخضعت اليونان لضغوط كبرى من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لمراقبة حدودها في شكل افضل وأعطيت اثينا الاسبوع الماضي مهلة ثلاثة اشهر لمعالجة «الثغرات» تحت طائلة اخراجها من فضاء «شنغن». لكن رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك قال ان ابعاد اليونان من فضاء شنغن «لا يحل مشاكلنا» وذلك خلال لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس. وأشار وزير الشرطة اليوناني نيكوس توسكاس الى تراجع كبير في عمليات الوصول الى الجزر اليونانية في الأيام الأخيرة. وقال: «تراجع عدد الوافدين الى الجزر من 2500 شخص يومياً الى حوالى 200. ومساء امس لم يصل احد. لكن من المبكر الاستنتاج وهذا يثبت ان تركيا هي المسؤولة عن تدفق المهاجرين». ويستعد حلف شمال الأطلسي لإطلاق عملية في بحر ايجه للتصدي للمهربين الذين ينقلون مهاجرين من تركيا. وأكد كامينوس ان القوة «منتشرة في بحر ايجه بانتظار تفاصيل عن الخطة العملانية التي تحضر في بروكسيل». وكان يفترض ان تفتح هذه المراكز ابوابها العام الماضي لكن العملية تأخرت مراراً. وتؤكد اثينا انها تسجل مهاجرين بمساعدة 400 موظف من وكالة «فرونتكس» الاوروبية. وقال نائب وزير الدفاع ديمتريس فيتساس ان «اليونان احترمت تعهداتها وننتظر من الطرف الآخر ان يفعل ذلك». وأضاف: «يجب ان نرى ما اذا كانت اوروبا تريد البقاء فكرة تضامن او مجالاً يريد ان يبقى فيه كل واحد منغلقاً على نفسه في حصن سينهار». ومن المقرر فتح مركزين آخرين داخل اليونان ينقل اليهما الأشخاص المسجلين بانتظار رد على طلباتهم للجوء، واحد في شيستو غير البعيدة عن العاصمة اليونانية والثاني في دياباتا بالقرب من تيسالونيكي (شمال البلاد). وكما في كوس حيث اطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على السكان الذين احتجوا في نهاية الأسبوع على فتح المركز، احتج بعض السكان بشدة ايضاً على فتح المراكز الأخرى.