علمت «الحياة» من مصادر محلية في الأنبار ان قوات الامن وضعت قوائم بأسماء آلاف المطلوبين بتهمة الانتماء او التعاون مع «داعش»، وسط مخاوف من اندلاع حرب ثارات بين العشائر، فيما طالب شيوخ بعقد مؤتمر للمصالحة. الى ذلك، اقتحم الجيش امس بلدة الحامضية، شرق الرمادي المحاذية لجزيرة الخالدية التي تعتبر آخر معاقل «داعش» في المنطقة، فيما عثرت قوات الامن على مقبرة جماعية في منطقة الصوفية فيها عشرات الجثث. وقال ضابط في «قيادة عمليات الانبار» ل «الحياة» ان «قوات الامن انهت وضع خطة لإعادة النازحين الى منازلهم خلال الاسابيع المقبلة، ووضعت قوائم بالمطلوبين». واوضح ان «القائمة ضمت آلاف الاشخاص، منهم المطلوبون من الدرجة الاولى وهم عناصر محليون في داعش تورطوا في عمليات اغتيال مباشرة، ثم المتعاونون مع التنظيم ومساعدته بمعلومات عن سكان المدينة، واخيراً عائلات عناصر داعش». واشار الى ان «القوائم وضعت بالتنسيق بين اجهزة استخبارات الجيش والشرطة اضافة الى قادة العشائر الذين ساهموا بتقديم معلومات دقيقية». وعن آلية عودة النازحين الى الرمادي، قال ان «عودتهم ستبدأ خلال اسابيع، وعلى العائلات العائدة اجتياز الفحص الامني عبر تقديم المستمسكات الرسمية او الحصول على كفيل من عناصر القوات الامنية او العشائر». وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» ان «هناك مخاوف لدى النازحين من اندلاع حرب ثارات بين العشائر خصوصاً مع ضعف الشرطة المحلية، وقرر العديد منهم عدم العودة في الفترة الراهنة». واضاف ان «حملة تشويه واسعة بدأت تتصاعد بين العشائر، واستخدام تهمة الانتماء إلى «داعش» لتنفيذ تصفيات»، واكد «حصول حوادث انتقامية سرية بعيداً عن انظار الحكومة». وزاد ان «هناك تحالفاً قبلياً بين عدد من العشائر يسعى إلى استغلال قربه من الحكومة والقوات الامنية للانتقام من عشائر أخرى»، ودعا الحكومة الى اتخاذ «اجراءات فعالة لمنع حصول ذلك والعمل على عقد مؤتمر للمصالحة». وشكل عدد من العشائر، بقيادة زعماء البو فهد والبونمر والجغايفة «مجلس العشائر المتصدية للإرهاب»، ويحصل المجلس على امتيازات من الحكومة، ويرفض التعاون مع عشائر المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في الأنبار. من جهة أخرى، اعلنت «قيادة عمليات الانبار» في بيان امس ان «اتحرير منطقة الحامضية بات قريباً». وتقع الحامضية على طريق استراتيجي يربط الرمادي بمناطق شمال بغداد وجنوب سامراء ومنها يشن «داعش» بعض الهجمات.