عكست الخريطة الانتخابية البلدية في عدد من مدن وبلدات البقاعين الاوسط والغربي اختلافا عن الخريطة النيابية. وأكدت النتيجة في زحلة ثأر الوزير السابق ايلي سكاف عبر اللائحة التي دعمها من نتيجة الانتخابات النيابية فاعاد الاعتبار الى نفسه في مدينته. وعلى رغم أن سكاف بدا وحيداً في معركة البلدية، لكن من خلال نظرة سريعة على طريقة الاقتراع، يظهر أن سكاف تلقى الدعم من كل من النائب نقولا فتوش ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون، على رغم تبادل الانتقادات بينه وبين الأخير، اذ أعطى عون مرشح «التيار الوطني الحر» في زحلة انطوان ابي يونس، لكنه في الوقت نفسه جيّر اصواتاً لسكاف، كما فعل التحالف الشيعي من «امل» و «حزب الله». غير أن الجديد في معركة زحلة البلدية، ان انجراف التصويت السني ضد سكاف والذي كان لافتاً في الانتخابات النيابية، غاب عن البلدية. فعلى رغم أن عدد المقترعين السنّة في معركة أول من امس، بلغ 1500، فإن الفارق بين لائحة أسعد زغيب ولائحة سكاف كان نحو 100 صوت بين السنّة، لمصلحة لائحة زغيب. يضاف الى ذلك أن لائحة سكاف أدارها رأس واحد كان هو المرجع والآمر الناهي في شأنها، في مقابل أن اللائحة الأخرى كانت لها رؤوس عدة، ما أحدث بلبلة، خصوصاً بسبب موقف «الكتائب» الذي رسا على دعم لائحة زغيب (قوى 14 آذار أيضاً ترددت في دعمه). هذا الى جانب أن كتلة «زحلة بالقلب» النيابية لم تثبت حضورها السياسي في زحلة، ولم تتمكن من الحفاظ على القوى الحيادية التي أيدتها في معركتها النيابية بالدرجة الاولى بسبب رفضها الخطاب السياسي لعون وسكاف خلال النيابة. هذه القوى الحيادية نفسها يبدو أنها ابتعدت من الكتلة أخيراً بسبب غيابها السياسي. وأيضاً، يحتسب لمصلحة سكاف، أن ماكينته الانتخابية بدأت تتحرك قبل نحو شهر من الانتخابات، في وقت كان خصومه لم يبلوروا بعد صورة للتحالف. كما ان اللائحة الثالثة في زحلة والتي رأسها النقيب المتقاعد وليد شويري حازت اصواتاً من طريق لائحة زغيب الذي فاز الى جانب مهى قاصوف المعلوف من لائحته، بينما فازت لائحة سكاف ب19 مقعداً برئاسة جوزف دياب المعلوف. ويسجل أيضاً أن الماكينة الانتخابية لسكاف بدأت يومها الانتخابي بنشاط وحماسة، بينما لم تباشر الماكينة الاخرى عملها حتى الظهر، بعدما احست بوجود منافسة. غير أن المعلومات التي توافرات ل «الحياة» امس، أفادت بأن المجلس البلدي الفائز في زحلة، لن يكون بين صفوفه أي سنّي، على خلاف العادة حيث كان من السائد أن ينتخب مسلمان شيعي وسني في المجلس، لكن نتيجة هذه الانتخابات ابعدت السنّة من المجلس البلدي. وأكدت مصادر متابعة ل «الحياة» ان هذا الامر سيدفع زغيب الى اعلان استقالته قريباً، افساحاً في المجال أمام التمثيل السنّي في المجلس، بشخص العضو الحالي في البلدية توفيق الهندي باعتباره العضو الرديف (الأول بين الراسبين). أما في بر الياس، ففازت لائحة من العائلات وخصوصاً آل الميس في مواجهة لائحة يتزعمها الرئيس الحالي للبلدية مواس عراجي قريب النائب عاصم عراجي الذي وقف على الحياد بين اللائحتين. واللائحة الفائزة تميل الى «تيار المستقبل»، كما الحال في سعد نايل وقب الياس. أما في البقاع الغربي، وفي بلدة الخيارة، فلم ينجح الوزير السابق عبدالرحيم مراد من تحقيق فوز، بينما حازت اللائحة التي يدعمها في معقله غزة على سبعة مقاعد في المجلس البلدي، مقابل ثمانية للائحة القريبة من «المستقبل». وفي المرج، فازت اللائحة التي تدور في فلك «المستقبل» بكامل اعضائها ال15، مع العلم أن «تيار المستقبل» كان أعلن في بيان قبيل يوم الانتخاب وقوفه على مسافة واحدة بين اللائحتين اللتين تشكلتا في البلدة. أما في القرعون، فجاءت النتيجة على الشكل الآتي: 13 مقعداً لمصلحة تحالف «الجماعة الاسلامية» والعائلات، مقابل مقعدين لمناصرين ل «المستقبل»، علماً أن رئيس لائحة القرعون يميل الى «المستقبل». وفي راشيا، خسر رئيس البلدية الحالي زياد العريان المدعوم من النائب السابق فيصل الداود، وفازت لائحة «الحزب التقدمي الاشتراكي». وفي الحوش، جاءت النتيجة لمصلحة اللائحة القريبة من «جو» المستقبل، وكذلك الأمر في الصويري، بينما خسر «المستقبل» وحلفاؤه المعركة في الروضة وجب جنين (مسقط الوزير السابق ايلي الفرزلي) وعميق وخربة قنافار (مسقط النائب السابق هنري شديد) وصغبين (مسقط النائب روبير غانم). وأعلن نائب الامين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال مؤتمر صحافي في مقر الماكينة الانتخابية للحزب في بعلبك فوز 18 بلدية في البقاع خاضتها لوائح «التنمية والوفاء» التوافقية. وأعلن «الحزب السوري القومي الاجتماعي» فوز المعارضة في عميق والمنصورة ومشغرة وبكيفا ولبايا وشمسطار وقوسايا والخضر.