أكد زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، أن إقامته في بيروت «ستطول هذه المرة». وكان الحريري بدأ يومه الثاني بعد عودته إلى بيروت بسلسلة لقاءات في «بيت الوسط»، أتبعها بجولة على السراي الكبيرة وبيت «الكتائب» المركزي في الصيفي. وفي السراي، أقيم له استقبال رسمي قدمت خلاله ثلة من حرس رئاسة الحكومة التحية، ثم استقبله الرئيس تمام سلام في الباحة الداخلية للسراي. ورافق الحريري في زيارته، مديرُ مكتبه نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري والمستشار هاني حمود. وقال الحريري بعد اللقاء: «التقيت الرئيس سلام وتكلمنا في الوضع الذي يمر به البلد وأهمية انتخاب رئيس للجمهورية، وهو شيء مهم للبنان. اليوم لدينا ثلاثة مرشحين ويجب علينا كلنا أن ننزل إلى المجلس النيابي، ودستورنا يجبرنا على ذلك. لا يوجد أي سبب كي لا تكون هناك انتخابات رئاسية، بخاصة وأن اثنين من المرشحين ينتميان إلى 8 آذار، فما هو السبب في تأخير الانتخابات؟ إن الممكنة قراءته هو أن البعض يريد الفراغ. وبالنسبة إلي لا نستطيع استعمال الحق الدستوري للتعطيل. قد يغيب أحد عن النصاب مرة واحدة ، أما أن يعتبرها عادة ويتغيب لمدة 21 شهراً أو 24 شهراً أو 36 شهراً ولا يؤمن النصاب فهذه جريمة في حق الدستور والبلد». وأوضح الحريري أنه أكد للرئيس سلام «وجوب تفعيل العمل الحكومي بشكل دائم، لأن الحال التي نمر بها سببها تعطيل انتخاب رئيس، وإذا كان هناك تعطيل لانتخاب الرئيس فهل يجوز أن نُعطل عمل الحكومة المسؤولة عن شؤون الناس؟ الله يُقدر الجميع، ونحن نمد يدنا للجميع لنتمكن من التقدم في هذا الملف، وفي النهاية نحن لا نتطلع إلى مصلحتنا بل إلى مصلحة البلد». سئل: بعد خطابك، هل ستلتقي الدكتور سمير جعجع؟ أجاب: «خطابي كان واضحاً، والكلام لم يكن موجهاً إلى الحكيم، بل هو موجه على أساس أنه لو حصلت مصالحات فعلية بين كل اللبنانيين، ليس فقط بين المسيحيين، لكان لبنان بألف خير. إن كل هذا الانقسام الذي نعيشه اليوم، جزء منه يعود إلى الحرب الأهلية والجزء الآخر إلى مرحلة ما بعد الحرب. المصالحات التي تحصل في البلد هي لمصلحة اللبنانيين، وأنا لا أُحمل المشكلة لفلان أو الحكيم أو غيره، لكن يجب أن يكون منظارنا إلى الوطن، وأن تتم المصالحات، ولماذا نؤخرها. وفي النهاية ألم يدفع لبنان ثمن هذا التأخير لثمان وعشرين سنة. اللبنانيون دفعوا الثمن، ولذلك أنا لا أقول شيئاً جديداً، لأن هذا الأمر واقع وحاصل، ومن المؤكد سألتقي الدكتور جعجع». قيل له: هناك مرشحان لرئاسة الجمهورية من 8 آذار، هل هذا يعني أن لا فيتو على الجنرال ميشال عون؟ أجاب: «هناك مرشح ثالث هو هنري حلو، وإذا نزلنا إلى المجلس النيابي هناك من سيُصوت للجنرال عون وصحتين على قلبه». وعما إذا كان سيشارك في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس، أجاب: «إن شاء الله». وقال رداً على سؤال: «من المؤكد أنني سألتقي الرئيس بري، والرئيس فؤاد السنيورة هو الذي يشارك عادة في طاولة الحوار». وزار الحريري بعد الظهر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وعقد اجتماع موسع ضم الوزير ألان حكيم والنائبين إيلي ماروني وسامر سعادة وعضو المكتب السياسي سيرج داغر. وبعد اللقاء قال الحريري: «تحدثنا عن احترام الدستور واللعبة الديموقراطية وأهمية أن ينزل النواب ليؤدوا واجبهم وينتخبوا رئيساً. نحن في بلد ديموقراطي وهناك مرشحون معروفون، وهذه هي الطريقة الديموقراطية لنتمكن من انتخاب رئيس». وعما إذا كانت هناك شروط معينة للقبول بالعماد عون رئيساً، أجاب: «المسألة ليست مسألة شروط، نحن لدينا التزام واضح بالوزير سليمان فرنجية، فنحن يجب أن نمارس اللعبة الديموقراطية، ولا يمكن أن نجبر بمرشح واحد، مع كل احترامنا للجنرال عون، وفي حال النزول إلى المجلس وانتخاب العماد عون رئيساً، فنحن أول من سيهنئه، ولكن تجب ممارسة الديموقراطية، فكيف يمكن مرشحاً ألا ينزل إلى جلسة الانتخاب؟». وقال رداً على سؤال: «الرئيس الحريري يسير بالتزامه إلى النهاية». وعندما قيل له: ماذا لو أصر الطرف الآخر على عدم النزول إلا في حال معرفة النتيجة؟ أجاب: «هم يصرون ونحن نصر أيضاً». وعما إذا كانت هناك محاولة لإقناع حزب «الكتائب» بصوابية خيار ترشيح فرنجية، أجاب: «أحترم رأي الشيخ سامي، وهو يعرف مصلحة حزبه، لا شك في أننا نشرح الأسباب الموجبة التي أقدمنا عليها، والرأي في النهاية له في هذا الموضوع. ما من شك في أن هناك علاقة مميزة بيننا وبينه، وإن شاء الله ستتطور أكثر في المستقبل القريب». وقال إن لا مانع لديه من زيارة معراب. وعن وجود الرئيس أمين الجميل عن يمينه وسامي عن يساره في الصورة التذكارية أول من أمس، واستبعاد جعجع، أجاب: «لا وجود بالنسبة إلي لأي نوع من هذه الحركات، دعوت الجميع لأني أؤمن ب14 آذار، وأعرف أن الحكيم يؤمن ب14 آذار والرئيس الجميل والشيخ سامي يؤمنان بها أيضاً، قمت بهذه المبادرة لجمع كل القوى على صف واحد، وللقول: نعم هناك خلافات بيننا واختلاف في الآراء، ولكن عند الأمور الأساسية سنبقى جميعاً صفاً واحداً في حال التهجم على الدولة وعلى مصالح لبنان، ولا يلعبن أحد بماهية علاقتي مع الحكيم أو مع الشيخ سامي». سئل: الجملة التي قلتها أمس عن المصالحة فهمت خطأ؟ أجاب: «الناس تفهم ما تريده. كنت أقول إنه يجب علينا كلبنانيين أن تتم المصالحات في جميع الأنحاء، فعيب علينا ألا تتم هذه المصالحات». أما الجميل، الذي رحب «بالشيخ سعد في بيته»، فقال: «هناك تاريخ طويل من الشهادة والتضحية من أجل لبنان يجمعنا، وهناك محبة واحترام متبادلان وإيمان بأن لبنان لا يقوم إلا بأمرين أساسيين يشكلان عمق العلاقة بين حزب الكتائب وتيار المستقبل ومع الرئيس الحريري، وهما الاعتدال، فالتزام بالاعتدال الذي يقدمه تيار المستقبل على هذا الصعيد هو مصيريٌّ في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة والتي تشهد كل أنواع الاضطهاد والتكفير والتطرف، وأن يكون لدينا في لبنان تيار معتدل بهذا الحجم هو أمر مهم جداً لمستقبل لبنان وعلينا أن نحافظ عليه وندعمه. والنقطة الثانية هي: التزام تيار المستقبل والرئيس الحريري بالذات ممارسة الحياة الديموقراطية في لبنان والدستور واللعبة الديموقراطية ونتائجها». أضاف الجميل: «لقد برهن الرئيس الحريري في السنوات الخمس الأخيرة أنه مستعد لأن يخرج من السلطة ويقبل اللعبة الديموقراطية وممارسة الدستور، وأن يكون هناك رئيس حكومة غيره في هذا الموقع، وهذا لم يمنع تيار المستقبل من الاستمرار في ممارسة الحياة الديموقراطية ولعب دوره المعارض والقبول بنتائج الدستور واللعبة الديموقراطية. وهذا ما يشجعنا اليوم على القول لكل من يعطلون الممارسة الديموقراطية، إنه في الحياة السياسية والدستورية في العالم أجمع، ليس هناك دوماً ربح، أحياناً هناك ربح وأحياناً خسارة، ولا يذهب أحد إلى انتخابات وهو يعرف سلفاً النتيجة، فعندها لا يعود اسمها انتخابات، إنما ديكتاتورية وتعيين». وتابع: «الدستور يقول إن التصويت أو انتخاب الرئيس يتم بالاقتراع السري، ولذلك علينا جميعاً التزام النزول إلى المجلس وممارسة حقنا بالانتخاب وبنتائجه، وهنا أهمية الموقف الذي يتخذه دولة الرئيس بغض النظر عن الاختلاف الموجود بين حزب الكتائب وتيار المستقبل في موضوع الترشيح، إنما نحن متفقون على ممارسة الحياة الديموقراطية وتطبيق الدستور والاعتراف بالنتائج. ومثلما قال دولته: سنهنئ ونتعاون مع من ينتخب رئيساً، والحياة الديموقراطية هي أن نكون مستعدين لأن نخسر أو نربح بالانتخابات، ومن ليس مستعداً أن يربح أو يخسر ليس ديموقراطياً. ولا يمكننا أن نأتمن على الدستور وعلى الديموقراطية مجموعة ليست مستعدة أن تمارس الديموقراطية، فكيف نقبل تسليم البلد لأناس غير ديموقراطيين؟ هذا هو فحوى الكلام اليوم مع الرئيس الحريري». لقاءات وتهنئة وكان الحريري التقى في دارته السفير الفرنسي لدى لبنان مانويل بون، وعرض معه العلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة. ثم التقى النائب بهية الحريري، فمنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، وعرض معه مجمل الأوضاع والتطورات. والتقى مساء المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التي التقت سلام وزارت لاحقاً السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي. كما التقى وزير العدل أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت. وتلقى الحريري سلسلة اتصالات للتهنئة بسلامة العودة أبرزها من الرئيس ميشال سليمان، نائب رئيس المجلس النيابي السابق النائب ميشال المر، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، الوزير بطرس حرب، البطريرك الماروني بشارة الراعي، قائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. عسيري يأمل بملاقاة خطاب الحريري بانفتاح يؤدي الى انهاء الشغور جنبلاط: كان واضحاً ونحن ندعمه جونز: خطابه رسالة بأنه حان وقت انتخاب الرئيس