أثارت العبارة التي توجّه بها زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق سعد الحريري في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، وقال فيها: «يا حكيم، يا ليت المصالحة مع التيار الوطني الحر حصلت قبل زمن بعيد، كم كانت وفّرت على المسيحيين وعلى لبنان!»، ردود أفعال من مناصري حزب «القوّات اللبنانية»، ما استدعى توضيحاً أمس من الأمانة العامة ل «تيّار المستقبل» وعدد من نوّابه. كما تمَّ تداول كلام الحريري بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ولوحظ أن كثراً من مناصري «القوّات» هاجموا ما قاله الحريري بشدة، فيما حاول آخرون تبريره. وأكدت الأمانة العامة ل «تيار المستقبل» في بيان، «تعقيباً على بعض الاستنتاجات التي وردت في وسائل الإعلام، فإن الدكتور جعجع كان وسيبقى محل احترام تيار المستقبل، ورفيق مسيرة وطنية طويلة جسدتها انتفاضة الاستقلال في 14 آذار». وشددت على أن «العبارة التي توجَّه بها الرئيس الحريري إليه، لم تقصد من قريب أو بعيد، تحميل القوات اللبنانية مسؤولية تأخير المصالحة المسيحية، إنما قصدت التعبير، بكل محبة وأمانة، عن تمنيات الرئيس بحصولها منذ سنين، وهو ما نأمل أن يكون موضع تفهم كل المعنيين والحرصاء على تفويت الفرص أمام مستغلّي المناسبات والمصطادين في المياه العكرة». وكان النائب أنطوان زهرا اعتبر أن «الكلام الموجّه الى جعجع لم يكن في محله، ولسنا نحن المسؤولين عن تفويت أي فرصة للوحدة، على المسيحيين أو على لبنان». وركّزت النائب ستريدا جعجع على «مضمون خطاب الحريري والإيجابيات التي تناولها، لا سيما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وضرورة ملء الفراغ بأسرع وقت». ورداً على سؤال حول كلامه الموجّه إلى جعجع عن المصالحة المسيحية، قالت: «هذا سعد الحريري ستايل (style) ولن نعلّق، كي يبقى التَّركيز على مضمون كلمته، فما يجمعنا هو سيادة لبنان ودماء شهداء 14 آذار». وعن قوله إنه كان يتمنى لو أن والده كان يقف مكانه في الاحتفال، أجابت: «لو كان الرئيس رفيق الحريري مكانه لما استطردتم وسألتموني هذا السؤال». وأشار مستشار جعجع وهبي قاطيشا إلى «أننا أخذناه بالطابع الدعابي». وقال: «حتى لو كان في كلمة الحريري معنى آخر، فنحن نعتبر أن ضرب الحبيب زبيب واعتدنا على هذه المواضيع منذ فترة طويلة، وردُّنا على المستقبل سيكون من تحت الطاولة ولن ننشره في الإعلام». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار، أن «الحريري لم يقصد إهانة جعجع، فهناك تباينات حصلت ضمن 14 آذار، لكن هي ليست ملك الحريري أو جعجع، إنما ملك الشعب الذي نزل إلى ساحة الشهداء وأعلن هذه الدولة المدنية الديموقراطية الجامعة ومؤسساتها الدستورية والوحدة الوطنية». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب أحمد فتفت، أن «ردود الفعل على ملاحظة عفوية قالها الحريري شيء مبالغ فيه، وإذا كان هناك بعض التصرفات الانفعالية يجب أن لا تطغى أبداً على المضمون الأساسي وعلى الصورة الجامعة والحضور الجامع لكل الأطراف». وأشار إلى أنه «يجب أن نشهد اتصالات ولقاءات، وعدم حدوثها خطأ وسيؤدي إلى نتائج سلبية»، معتبراً أنه «لا يجوز لأي موضوع انفعالي أن يؤثر الآن وإن كانت هناك خيارات مزعجة في السياسة وكادت حتى تطاول الخيارات الاستراتيجية».