أمهل الاتحاد الأوروبي أمس، اليونان 3 أشهر لتعالج «الخلل الجدي» في ادارتها لتدفق المهاجرين على حدودها البحرية مع تركيا، الذي يرى فيه الاتحاد الأوروبي تهديداً لاتفاقية شنغن للحدود المفتوحة بين دوله. واعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي القرار بتوصية من المفوضية الأوروبية، خلال اجتماع لوزراء المالية في بروكسيل وفق ما أعلنت مصادر أوروبية. وصوّتت اليونان ضد القرار فيما امتنعت قبرص عن التصويت وفق المصادر ذاتها. وإذا لم تطبَّق توصيات المفوضية الأوروبية، يمكن للأخيرة أن تقترح مع انتهاء مهلة ال 3 أشهر إعادة فرض رقابة على الحدود الداخلية لفضاء شنغن، وهو سيكون إجراء غير مسبوق. ويمهد القرار الطريق أمام تطبيق المادة 26 في اتفاقية شنغن والتي تعطي المفوضية الأوروبية، بموافقة مجلس أوروبا (الممثل للأعضاء ال 28)، سلطة إعادة فرض إجراءات تدقيق على حدود دولة أو أكثر من أعضاء الاتحاد الأوروبي لفترة 6 أشهر قابلة للتجديد ولفترة أقصاها سنتان. وأقرت المفوضية بالضغط غير المسبوق الذي تواجهه اليونان بسبب أزمة الهجرة الأخطر التي تواجهها اوروبا منذ عام 1945 مع وصول حوالى 900 ألف مهاجر عبر بحر إيجه في عام 2015. وأقرّت الدول الأعضاء في وثيقة أن «التدفق الكثيف من شأنه أن يضع مراقبة الحدود الخارجية لأي دولة عضو تحت ضغط شديد»، لكنهم اعتبروا أن تصويب الخلل يشكل أولوية بهدف عدم تهديد مبدأ التنقل الحر داخل فضاء شنغن الذي يشكل إحدى ركائز البنية الأوروبية. في المقابل، قرر آلاف اللاجئين العراقيين الذين وصلوا إلى فنلندا العام الماضي إلغاء طلبات اللجوء والعودة طواعية إلى بلادهم مشيرين إلى مسائل عائلية وخيبة أملهم بسبب طبيعة الحياة في الدولة الاسكندنافية الباردة. واستقبلت كل من ألمانيا والسويد عدداً كبيراً من المهاجرين، لكن فنلندا شهدت زيادة في عدد طالبي اللجوء بلغت 10 أمثال تقريباً، بارتفاع من 3600 لاجئ عام 2014 إلى 32500 لاجئ عام 2015. وكان نحو ثلثي طالبي اللجوء العام الماضي من الشبان العراقيين لكن بعضهم يعيد التفكير الآن وستبدأ فنلندا تسيير رحلات مستأجرة خاصة نحو بغداد بدءاً من الأسبوع المقبل لنقلهم إلى العراق. وقال مسؤولون فنلنديون إن حوالى 4100 طالب لجوء ألغوا طلباتهم، وإن العدد سيرتفع على الأرجح ليصل إلى 5000 خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال محي الدين حسن، الصومالي المولد الذي يدير شركة السياحة، إنه يبيع في هذه الفترة ما بين 15 و20 تذكرة طيران إلى بغداد كل يوم. وأضاف: «بعضهم قالوا إنهم لا يعجبهم الطعام هنا وإن الطقس بارد جداً أو إنهم لا يشعرون بترحاب في فنلندا. هناك أسباب عدة». وقال المسؤول في المنظمة الدولية للهجرة توبياس فان تريك: «بعض المهاجرين يقول إن الأوضاع في فنلندا وعملية طلب اللجوء الطويلة لم ترق إلى توقعاتهم». ويمثل العراقيون حوالى 80 في المئة من المهاجرين العائدين، بينما طلب 22 شخصاً من بين 877 سورياً و35 شخصاً من بين 5214 أفغانياً تقدموا بطلبات لجوء العام الماضي، العودة إلى بلادهم. من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن السياسة الاوروبية القاضية باستقبال اللاجئين والتي تجسدها المستشارة الألمانية انغيلا مركل «غبية بكل بساطة»، في مقابلة اجرتها معه صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية ونُشرت أمس. وقال مدفيديف: «من الغباء بكل بساطة أن تشرّع أوروبا أبوابها وتدعو كل الذين يتطلعون إلى المجيء». وأضاف: «إن سياسة الهجرة الأوروبية هي فشل تام، كل هذا مخيف تماماً. ألم يكن بإمكانهم ترقب ذلك قبل سنوات؟ هل لديكم فعلاً محللون سيئون الى هذا الحد؟». وإذ اكد مدفيديف رغبته في «مساعدة اللاجئين»، قال إن «بين هؤلاء الأشخاص مئات، بل حتى آلاف الأشرار الذين قدموا إلى أوروبا مكلفين مهمة العد العكسي. وينتظرون استدعاءهم وبعدها سيتحركون على غرار رجال آليين» ضد أوروبا.