أعلن خفر السواحل التركي مصرع 9 مهاجرين بينهم رضيعان أمس، في بحر ايجه قبالة السواحل الغربية لتركيا في حادث غرق جديد اثناء محاولتهم الوصول الى اليونان، فيما اقترح الاتحاد الأوروبي على اليونان عدداً من الخطوات لإصلاح الثغرات «الخطيرة» في تعاملها مع أزمة المهاجرين. وقال خفر السواحل التركي في بيان إن الحادث وقع على بعد 25 متراً فقط قبالة بلدة سفر حصار في محافظة ازمير (غرب)، التي أبحر منها المهاجرون بهدف الوصول إلى جزيرة ساموس اليونانية، وأُنقِذ 2 من الركاب بينما تجري عمليات بحث للعثور على ناجين آخرين. وأصبحت تركيا التي تستقبل رسمياً اكثر من 2.2 مليون سوري و300 ألف عراقي فروا هرباً من الحرب، إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا. وبلغ عدد المهاجرين الوافدين من المتوسط إلى اوروبا 46240 شخصاً منذ مطلع العام. ووقّعت أنقرة وبروكسل في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) «خطة تحرك» تنص على تقديم مساعدة اوروبية قدرها 3 بلايين يورو إلى السلطات التركية مقابل التزامها فرض مراقبة أفضل على الحدود ومكافحة المهربين. لكن الاتحاد الأوروبي أعرب عن أسفه لأن هذا الاتفاق لم يعط نتائج بعد بينما لم يتم الإفراج عن الأموال التي وعدت بها تركيا. وبعد اجتماع لمجلس الوزراء مساء أول من أمس، قال الناطق باسم الحكومة نعمان كورتولوموس إن تركيا تنوي معاملة هؤلاء المهربين ومحاكمتهم «كإرهابيين». إلى ذلك، تعززت الضغوط على أثينا لحماية حدود الاتحاد الأوروبي، إذ اقترح الاتحاد عليها أمس، اتخاذ خطوات لإصلاح الثغرات «الخطيرة» في تعاملها مع أزمة المهاجرين، فيما أعلنت وزيرة الهجرة والاندماج والإسكان في الدنمارك انغر ستويبيرغ للصحافيين في البرلمان إن بلادها قررت تمديد قيود موقتة على حدودها مع ألمانيا حتى 23 شباط (فبراير) الجاري. وأضافت أن الحكومة رأت أن احتمال أن تأتي أعداد كبيرة من المهاجرين إلى الدنمارك لا يزال قائماً. وتابعت أن ضبط الحدود الدنماركية مع ألمانيا ضروري لأن السويد تفرض أيضا قيوداً على الحدود. من جهة أخرى، في حال لم تلتزم اليونان الخطوات الأوروبية المقترحة فقد تسمح بروكسيل لبعض دول الاتحاد بفرض رقابة على حدودها داخل فضاء شنغن للتنقل الحر والذي يشمل اليونان، لمدة تصل الى سنتين بدلاً من الفترة المعتادة وهي 6 أشهر. وتأتي هذه التوصيات فيما تبنت المفوضية الأوروبية رسمياً مسودة تقرير نُشر الأسبوع الماضي وجاء فيه أن اليونان اخفقت في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي من أكبر تدفق للاجئين والمهاجرين تشهده القارة منذ الحرب العالمية الثانية. وصرّح مرغاريتيس سخيناس الناطق باسم المفوضية للصحافيين أول من أمس، أن مفوضي الاتحاد الذي يمثلون الدول الأعضاء ال 28 «سيقدمون توصيات إلى المجلس الأوروبي باتخاذ خطوات لإصلاح الوضع» في اليونان. وصرّح مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن محتوى التوصيات التي تبناها المفوضون أثناء لقاء في ستراسبورغ في فرنسا في جلسة كاملة للبرلمان الأوروبي، لن تُنشَر وستكون «عامة». وأضاف أنه سيتم اقتراح اجراءات مفصّلة أكثر لاحقاً. في غضون ذلك، توقفت 80 حافلة تنقل مهاجرين معظمهم نساء وأطفال قبل الحدود اليونانية مع مقدونيا أمس، بسبب احتجاجات على جانبي الحدود. وقطع سائقو سيارات أجرة على الجانب المقدوني من الحدود خط السكك الحديد بين البلدين احتجاجاً على منح الشرطة الأولوية للقطارات والحافلات في نقل المهاجرين شمالاً إلى صربيا في طريقهم إلى غرب أوروبا. وصفّ مزارعون على الجانب اليوناني، عشرات الجرارات الزراعية على جانب الطريق المؤدي إلى المعبر الحدودي عند أدوميني احتجاجاً على إصلاح لنظام المعاشات تقترحه الحكومة لإرضاء دائنيها الدوليين. ووقفت 80 حافلة على الأقل على الجانب اليوناني. وامتلأ المخيم المقام قرب الحدود بحوالى 700 شخص. في سياق متصل، ذكر مصدر مأذون أن فنلندا تنوي اختبار طائرات من دون طيار (درون) على حدودها مع روسيا في ظل تنامي أعداد المهاجرين العابرين من تلك الحدود الشمالية إلى منطقة شنغن الأوروبية. واتفقت موسكو وهلسنكي في أعقاب اجتماعات على المستوى الوزاري، على تكثيف التعاون الحدودي. وأعلن حرس الحدود الفنلندي أن نحو 500 من طالبي اللجوء جاءوا من روسيا إلى فنلندا هذا العام حتى الآن مقارنة بنحو 700 على مدار عام 2015. وصرح مصدر مأذون: «نعتزم اختبار نظام طيران يعمل بالتحكم من بُعد لاستخدامه عند الحدود مع روسيا والمناطق الساحلية. نرغب في معرفة ما إذا كانت تلك التكنولوجيا تناسب احتياجاتنا وما إذا كانت ملائمة للأوضاع الفنلندية». وأضاف أن «حرس الحدود تعاون مع وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود (فرونتكس) لاستعراض الخيارات المختلفة للطائرات من دون طيار (درون). تطور التكنولوجيا جعل هذا خياراً قابلاً للتطبيق وربما منخفض التكاليف بالنسبة إلينا. وهدفنا الآن هو الحصول على مزيد من الخبرة من قدراتها التشغيلية». ويستخدم الاتحاد الأوروبي بالفعل طائرات من دون طيار للمساعدة في مراقبة تدفق المهاجرين واللاجئين من خلال طلعات فوق البحر المتوسط.