هددت وزيرة الداخلية النمسوية يوهانا ميكل-ليتنر أمس، اليونان ب«الطرد الموقت» من فضاء شنغن إذا لم تشدد أكثر مراقبتها للحدود حيال تدفق المهاجرين. وقالت ميكل-ليتنر في مقابلة صحافية: «إذا لم تتخذ حكومة أثينا خطوات إضافية لضمان أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، عندها علينا التحدث بصراحة عن استبعاد موقت لليونان من فضاء شنغن». وأضافت: «عندما لا تحترم دولة عضو في (فضاء) شنغن التزاماتها وتتردد في قبول مساعدة، عندها لا مانع في التفكير بالأمر»، واصفةً فكرة صعوبة مراقبة الحدود اليونانية-التركية بأنها غير واقعية. وتابعت: «لصبر العديد من الأوروبيين حدود. تكلمنا كثيراً، الآن علينا التحرك. علينا حماية استقرار أوروبا وأمنها». وتُتَهَم اليونان التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، بعدم حماية حدودها التي هي أيضاً حدود خارجية للاتحاد الأوروبي، بما فيه الكفاية. من جهة أخرى، اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إقدام دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي على خطوات أحادية، من بينها إغلاق الحدود وتحديد سقف لعدد طلبات اللجوء، لن يحل أزمة اللاجئين. وتحدثت مركل في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عن الحاجة لحل أوروبي مشترك. وقالت المستشارة التي تواجه ضغوطاً داخلية لتقليل عدد طالبي اللجوء المسموح بدخولهم إلى ألمانيا، إن تركيا اتخذت خطوات ضد الهجرة غير القانونية إلى أوروبا لكن لا تزال هناك حاجة لجهود إضافية. وقالت مركل إن ألمانيا ستعمل على ضمان حصول تركيا على مساعدة متفق عليها من الاتحاد الأوروبي لتتمكن من استيعاب أكثر من مليوني لاجئ سوري على أراضيها. وأضافت أن «أحد بنود إطار العمل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا هو أن تسهم أوروبا بحصتها في تحسين ظروف العيش للسوريين في تركيا وضمان قدرتها على استيعابهم. ستقدم أوروبا 3 بلايين يورو ووعدت بهذا الأمر مرة أخرى اليوم». وقال رئيس الحكومة التركية أن بلاده «تبذل كل ما في وسعها لوقف الهجرة غير القانونية إلى أوروبا. نعتقد أن محادثات السلام السورية التي يُنتظَر أن تبدأ قريباً تمثل عنصراً مهماً سيوقف تدفق اللاجئين». في سياق متصل، قالت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية إن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي سيناقشون غداً الاثنين، خيارات تمديد ضوابط حدودية موقتة على منطقة شنغن التي يُسمح بالتنقل فيها من دون جوازات سفر بهدف السيطرة على تدفق اللاجئين. إلى ذلك، سمحت 8 عمليات إغاثة جرت أول من أمس، في البحر المتوسط بتنسيق إيطالي بإنقاذ 968 مهاجراً، وفق مركز عمليات خفر السواحل في روما. وكان هؤلاء المهاجرون، الذين لم تحدد هوياتهم، أبحروا من ليبيا على متن 8 مراكب مطاط.