أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن هدفه استعادة الأراضي السورية كافة، معتبراً أن ذلك قد يتطلب في ظل الوضع الحالي في سورية وقتاً «طويلاً». وقال الأسد، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أجريت الخميس في مكتبه بدمشق، وهي الأولى منذ فشل مفاوضات السلام في جنيف الشهر الماضي وبعد التقدم الميداني للجيش السوري بدعم جوي روسي في محافظة حلب، إن «من غير المنطقي أن نقول إن هناك جزءاً سنتخلّى عنه». ورداً على سؤال حول قدرته على استعادة الأراضي السورية كافة، قال: «سواء كانت لدينا استطاعة أو لم تكن، فهذا هدف سنعمل عليه من دون تردّد». وأشار إلى أن «الحالة الحالية المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا وعبر الأردن (...) تعني بشكل بديهي أن يكون زمن الحل طويلاً، والثمن كبيراً». واعتبر الأسد أيضاً أن التدخل البري التركي والسعودي في سورية «احتمال» لا يمكن استبعاده، مؤكداً استعداد قواته لمواجهة ذلك. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه «شخص متعصب، يميل للإخوان المسلمين ويعيش الحلم العثماني». وعن معركة حلب الحالية، قال الأسد إن هدفها «قطع الطريق بين حلب وتركيا» وليس السيطرة على مدينة حلب بحد ذاتها. وأضاف أن «تركيا هي الطريق الأساسي للإمداد الآن للإرهابيين». وعن التفاوض مع المعارضة، قال: «نؤمن إيماناً كاملاً بالتفاوض وبالعمل السياسي منذ بداية الأزمة، ولكن أن نفاوض لا يعني أن نتوقف عن مكافحة الإرهاب»، مشيراً الى أنه «لا بد من مسارين في سورية.. أولاً التفاوض وثانياً ضرب الإرهابيين، والمسار الأول منفصل عن المسار الثاني». ودعا «الحكومات الأوروبية التي ساهمت بشكل مباشر بهذه الهجرات (للسوريين)، عبر تغطية الإرهابيين في البداية والحصار على سورية، إلى أن تساعد في عودة السوريين إلى وطنهم»، معتبراً أن كثيرين «من الذين هاجروا ليسوا ضد الدولة السورية وليسوا مع الإرهابيين». واتهم فرنسا بأنها تتبع «سياسات تخريبية في المنطقة وتدعم الإرهاب بشكل مباشر»، ودعاها إلى أن «تغيّر سياساتها». ورفض اتهامات وجهتها الأممالمتحدة إلى حكومته بارتكاب جرائم حرب، قائلاً إن معظم التقارير الأممية التي تصدر في هذا الشأن «هي تقارير مسيّسة تخدم أجندة سياسية». ... وهولاند يأمل برحيله عن السلطة باريس، برلين - أ ف ب - دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى وقف القصف الروسي دعماً للرئيس بشار الأسد الذي اتهمه بأنه «يرتكب مجزرة بحق جزء من شعبه»، معرباً عن الأمل برحيل الرئيس السوري عن السلطة. وقال هولاند للتلفزيون الفرنسي أول من أمس: «علينا التحرك ليتنحى بشار الأسد عن السلطة. وهو يقوم حالياً، بمساعدة من الروس، بارتكاب مجزرة بحق قسم من شعبه حتى لو أنه يتحرك أيضاً ضد عدد من الإرهابيين»، مضيفاً «أطالب بوقف العمليات الروسية». وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اتهم الأربعاء قبل تعديل حكومي أبعده من منصبه، الخميس، روسيا وإيران بأنهما «متواطئتان» في «الوحشية المخيفة» للنظام السوري. وفي برلين، نقلت صحف صادرة عن مجموعة فونكي الإعلامية الألمانية عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قوله أن هجوماً برياً لقوات محلية وأخرى آتية من دول عربية أخرى سيكون «حاسماً» للقضاء على تنظيم «داعش». وقال فالس أن «العمليات العسكرية في العراق وسورية تُجرى اليوم من جانب تحالف من دول عدة تقوم بتأهيل قوات محلية وتقديم النصح لها». وأضاف أن «الهجوم البري لهذه القوات المحلية - وبعض الدول العربية إذا أرادت ذلك - حاسم (في إطار مكافحة داعش) حتى لمجرد المحافظة على المناطق التي تتم استعادتها». لكن رئيس الحكومة الفرنسية أكد في الوقت نفسه أن «كل بلد يتمتع بالسيادة في قراراته». وأضاف أن «فرنسا لا تنوي إرسال قوات برية في مكافحة داعش». وحذّر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الموجود في ميونيخ، في مقابلة نشرت الجمعة في ألمانيا أيضاً، من أن أي هجوم بري أجنبي في سورية ينطوي على خطر اندلاع «حرب عالمية جديدة». وقال مدفيديف لصحيفة «هاندلسبلات» أن «الهجمات البرية تؤدي في شكل عام إلى جعل الحرب دائمة». وأردف أن «كل الأطراف يجب أن تكون ملزمة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل بدء حرب عالمية جديدة».