انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي شريط فيديو لمدرس لبناني يضرب تلاميذه بعنف بالعصا على أرجلهم، وتبين بعد التحقيق ان المدرسة التي حدثت فيها الحادثة تابعة لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، وتقع في منطقة الزهراني شمال مدينة صيدا. وبدأت التعليقات والمشاركات من قبل مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعي، فمنهم من استنكر بشدة هذه الأفعال كونها لا تمثل أخلاق "التربية المقاصدية"، ومنهم من سخر من المشهد كونه يعبر عن رحلة من الآلام التي تعرض لها في صغره من ضرب وعقاب على ايدي اساتذته في المدرسة. وقال احد المستخدمين تعليقاً على الفيديو: "ليت كان لدينا يوتيوب في صغرنا، لكانت أغلب المدارس أُغلقت بالشمع الأحمر". وعلّق أخر مترحماً على والده: "هذه نتائج مقولة أهلنا الشهيرة إلكن اللحم وإلنا العظم"، في اشارة الى الجملة التي غالباً ما يقولها الأهل للأساتذة بهدف حثهم على تأديب التلاميذ بكل السبل الممكنة. في هذا الإطار، أكدت جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا انها "ليست معنية بما حدث في مدرسة مقاصد جل العرب في قضاء الزهراني"، مضيفة أن المدرسة "غير تابعة لجمعيتنا بل تتبع لجمعية المقاصد الاسلامية في بيروت". واكدت الجمعية فرع بيروت في بيان لها أنها "صرفت الاستاذ، واتخذت في حقه صفة الإدعاء الشخصي"، مضيفة أن "وفداً تربوياً ونقابياً سيزور المدرسة غداً للإتطلاع على نتائج التحقيق التي فتحته بعد الحادثة". واستنكرت الجمعية هذا الأسلوب في العنف المدرسي، مؤكدة ان "هذا الأسلوب لا يليق بمدرسة المقاصد ذات التاريخ العريق في التعليم والمؤسسات التعليمية". واعتبر كثيرون أن هذه الحادثة تدلّ على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي في ايصال الصوت ورفع القضايا الاجتماعية الى العلن، التي لم تكن لتصل الى المسؤولين. فبعد هذه الحادثة عقد وزير التربية اللبناني الياس أبو صعب مؤتمراً صحافياً مع الاطفال الذين تعرضوا للضرب، مؤكداً فيه "ضرورة معاقبة المدرس المسؤول عن هذه الحادثة". وأكد الوزير أنه بصدد "اتخاذ اجراءات قانونية للحد من هذه الممارسات"، التي لا تليق بالتعليم ولا بالمستوى التعليمي في لبنان. من جهة أخرى، لا تزال وسائل التواصل الإجتماعي تطلق الفضيحة تلو الأخرى في قضايا ممثالة، التي لم يكن من المتخيل أن نشهدها من دون وجود هذه الوسائط، ومن هذه الأمور التي تصدم توثيق إنتحار فتاة بعد أن صورها زوجها أثناء قيامها برمي نفسها عن الشرفة.